للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• الحديث الخامس: حديث عروة عن أبيه، واختُلف عليه في الوصل والإرسال، والإرسال أصوب.

أما الوصل، فأخرجه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد في «المستخرج» (١/ ٣٢٧): أَخْبَرنَا أَبِي ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الهُذَيْلِ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةُ أُحُدٍ في شَوَّالٍ، عَلَى رأْسِ سَنَةٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ، ورَئِيسُ المُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ : «رأَيْتُ اللَّيْلَةَ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، وَإِنِّي أَوَّلْتُهَا المَدِينَةَ، فَاجْلِسُوا فِيهَا وَقَاتِلُوا، فَقَالَ رِجَالٌ لمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا: اخْرُجْ بِنَا إِلَيْهِمْ. فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى دَعَا بِلَأْمَتِهِ فَلَبِسَهَا، وَقَالَ: «إِنِّي رأَيْتُ بَقَرَةً مُنْحَرَةً».

فَدَنَوْا، والمُسْلِمُونَ قَرِيبٌ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ، والمُشْرِكُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثَةِ آلَافٍ، فَاقْتَتَلُوا فأُصِيبَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله مِثْلُ نِصْفِ عِدَّةِ مَنْ أُصِيبَ بَبَدْرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، وكَانَ فِيمَنْ أُصِيبَ يَوْمِئذٍ حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَمُّ رَسُولِ اللهِ ، ومُصْعَبُ بنُ عُمَيرٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَهُو أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ بِالمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ النَّبيُّ ، ورَهْطًا مِنَ المُهَاجِرِينَ، وسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ، مِنْهُمْ حَنْظَلَةُ».

خالف مرزوقًا الجماعة:

مَعمر كما في «مُصنَّفه» (١٠٤٧٢)، ومحمد بن إسحاق بن يسار، كما في «سيرته» (١/ ٣٢٤)، ومن طريقه أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (٣/ ٢٢٤)، وموسى بن عقبة، أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (٣/ ٢٠٦). فقالوا: عن الزُّهْري مرسلًا، إلا معمرًا فقال: عن عروة … مرسلًا.

وعلة رواية الوصل هي ضعف أبي القاسم صاحب الكتاب، فقد قال فيه الذهبي في «سِيَر أعلام النبلاء» (٣/ ٤٦٠): هو حاطب ليل، يَروي الغث والسمين، وينظم رديء الخرز مع الدُّر الثمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>