أولًا: أن علماء العلل فَرَّقُوا بين الحديثين، ولم يَذكُروا أن رواية سُمي عن أبي صالح تُعِل رواية سُهيل (١).
ثانيًا: أن الدارقطني في «العلل» ذَكَر الحديث من رواية قران بن تمام عن سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة، ثم قال: ولا يصح أبو هريرة فيه.
ثالثًا: من ناحية المتن، فمتن أبي عياش يَختلِف عن حديث أبي هريرة في عدد الذِّكر والثواب عليه.
فظاهر حديث أبي عياش من حيث العدد يدل على أنها واحدة، وأما حديث أبي هريرة فمِائة مرة على الأرجح (٢).
وأما من حيث الثواب، فحديث أبي عياش عشر حسنات، ويؤيدها عموم قوله تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الأنعام: ١٦٠].
وأما حديث أبي هريرة فمِائة حسنة، مع زيادة في عتق الرقاب.
تنبيه: صَحَّح الخبرَ العَلَّامة الألباني، وذَكَر صاحب «عون المعبود» هذا الحديث لأبي عياش، ونقل عن أحمد الكرابيسي: له صحبة، وليس حديثه من وجه صحيح.
أفاده سيف بن طلبة بن عيسى هو أحمد بن مصطفى المنياوي.
(١) ومما يدل على إتقان سُهيل أنه كان يُفرِّق بين ما يرويه عن أبيه وما يرويه عن سُمي عن أبيه. ومثال ذلك ما أخرجه مسلم رقم (٢٦٩٢): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ) لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ». وقال ابن عَدي في «الكامل»: وهو عندي ثبت، لا بأس به، مقبول الأخبار، وكان مُميزًا في الرواية … (٢) من رواية عبد الله بن سعيد بعَشْر مرات.