للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِبان (٧٣٦٤) والبيهقي في «شُعَب الإيمان» (٦/ ٣٣٤).

وهذا السند لمُصحِّح أن يصححه إنْ سَلِم من الاختصار من قصة أبي الهيثم بن التَّيِّهَان، فقد رواه عبد الملك بن عُمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، واختُلف عليه:

أ- رواه أبو حمزة السُّكَّري، كما عند النَّسائي في «سُننه» (١١٦٣٣): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : «هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الظِّلُّ الْبَارِدُ، وَالرُّطَبُ الْبَارِدُ عَلَيْهِ الْمَاءُ الْبَارِدُ» مُخْتَصَرٌ.

ب- خالفه شيبان أبو معاوية، فرواه مطولًا، أخرجه الترمذي في «سُننه» (٢٥٢٦) و «الشمائل» (٣٧٣): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (١) قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ فِي سَاعَةٍ لَا يَخْرُجُ فِيهَا وَلَا يَلْقَاهُ فِيهَا أَحَدٌ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟» فَقَالَ: خَرَجْتُ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ، وَالتَّسْلِيمَ عَلَيْهِ. فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ يَا عُمَرُ؟» قَالَ: الجُوعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «وَأَنَا قَدْ وَجَدْتُ بَعْضَ ذَلِكَ»، فَانْطَلَقُوا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الأَنْصَارِيِّ وَكَانَ رَجُلًا كَثِيرَ النَّخْلِ وَالشَّاءِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ خَدَمٌ، فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَالُوا لِامْرَأَتِهِ: أَيْنَ صَاحِبُكِ؟ فَقَالَتْ: انْطَلَقَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا المَاءَ. فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ جَاءَ أَبُو الهَيْثَمِ بِقِرْبَةٍ يَزْعَبُهَا (٢) فَوَضَعَهَا، ثُمَّ جَاءَ يَلْتَزِمُ النَّبِيَّ وَيُفَدِّيهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ.


(١) وفي «الأدب المفرد» (٢٥٦) مختصرًا.
(٢) يحملها بمشقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>