٣ - أن أسلم مولى عمر وسماعه منه صحيح، فيَجري مجرى المتصل، قاله ابن عبد البر في «التمهيد» (٣/ ٢٨).
٤ - كلام العلماء على التصحيح.
قال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح، ورواه بعضهم عن مالك مرسلًا.
وقال ابن كثير في «مسند الفاروق» (٢/ ٥٨٢): ورواه علي بن المديني عن مَعن، وقراد عن مالك، به. وقال: هذا إسناد مدني جيد، ولم نجده إلا عند أهل المدينة.
وقال ابن عبد البر في «التمهيد» (٣/ ٢٨): هذا الحديث عندنا على الاتصال؛ لأن أسلم رواه عن عمر، وسماع أسلم من مولاه عمر صحيح لا ريب فيه.
وحَكَى الدارقطني الخلاف في «العلل» و «التتبع» ولم يُرجِّح.
وقال ابن حجر في «فتح الباري» (١/ ٣٧٣): … وقد وَصَله قراد وغيره عن مالك.
قلت: بل ظاهر رواية البخاري الوصل؛ فإنَّ أوله وإن كان صورته صُورة الْمُرسَل، فإن بعده ما يُصرِّح بأن الحديث لأسلم عن عمر، ففيه بعد قوله: (فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: نَزَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ لَا يُجِيبُكَ. قَالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيري، ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَ النَّاسِ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ … ).
وساق الحديث على هذه الصورة، حاكيًا لمعظم القصة عن عمر، فكيف يكون مرسلًا؟! هذا من العجب، والله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute