١ - البيت كان موجودًا قبل إبراهيم ﵇، ومستند ذلك ما أخرجه البخاري (٣٣٦٦)، ومسلم (٥٢٠): عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ:«الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:«الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى» قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ:«أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ» وَفِي حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ: «ثُمَّ حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّهِ؛ فَإِنَّهُ مَسْجِدٌ»(١).
٢ - من مفاريد مجاهد ما أخرجه عبد الرزاق (٢) في «مُصنَّفه» رقم (٩٣١٤)(٣): عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ، عَنْ مُجاهِدٍ قَالَ: خَلَقَ اللهُ مَوْضِعَ هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، وَأَرْكَانُهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ (٤).
أفاده الباحث محمود الباز، بتاريخ (٩) محرم (١٤٤٦) موافق (١٥/ ٧/ ٢٠٢٤ م) مع شيخنا. وسأل الباحث شيخنا عن اختياره عن أول مَنْ بنى الكعبة، فقال:
(١) قال ابن عادل الحنبلي في «اللُّباب في علوم الكتاب» (٥/ ٤٠٠) وهو يناقش الأقوال في وجود البيت: فدلت هذه الأقوال المتقدمة على أن الكعبة كانت موجودة في زمان آدم ﵇. ويؤيده أن الصلوات كانت لازمة في جميع أديان الأنبياء؛ لقوله: ﴿أولئك الذين أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِنَ النبيين مِنْ ذُرِّيَّةِ ءادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا واجتبينا إِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرحمن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً﴾ [مريم: ٥٨]. ولما كانوا يسجدون لله، فالسجود لا بد له من قِبلة، فلو كانت قبلة شيث وإدريس ونوح موضعًا آخَر سِوى القبلة لبَطَل قوله: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾، فدلَّ ذلك على أن قبلةَ أولئك الأنبياء هي الكعبة. (٢) ولعبد الرزاق عن هشام أكثر من رواية. (٣) ومن طريقه الطبري في «تفسيره» (٢/ ٥٥٥). (٤) إسناده صحيح إلى مجاهد، وهو من الإسرائيليات، وحُميد هو ابن قيس الأعرج، وَثَّقه جمع، واختَلف فيه قول أحمد، فتارة وَثَّقه وأخرى قال: قارئ أهل مكة، ليس هو بالقوي في الحديث. وروايته عن مجاهد في البخاري ومسلم.