قال الطبري -﵀: فلعل الذين قالوا: (كان مُقامه بمكة بعد الوحي عشرًا) عَدُّوا مُقامه بها من حين أتاه جبريل بالوحي من الله، وأَظْهَرَ الدعاء إلى توحيد الله. وعَدَّ الذين قالوا:(كان مُقامه ثلاث عَشْرة سنة) من أول الوقت الذي استُنبئ فيه، وكان إسرافيل المقرون به (٢)، وهي السِّنون الثلاث التي لم يكن أُمر فيها بإظهار
(١) «شرح النووي» (١٥/ ٩٩). (٢) أخرج الطبري في «تاريخه» (٤٩١) عن ابن المُثَنَّى، وتابعه الإمام أحمد كما في البيهقي في «دلائل النبوة» (٢/ ١٣٢) عن محمد بن أبي عَدي عن داود- هو ابن أبي هند- عن عامر الشَّعبي قال: أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ إِسْرَافِيلُ ثَلَاثَ سِنِينَ، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ، وَلَمْ يَنْزِلِ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثُ سِنِينَ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ جِبْرِيلُ ﵇، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ عَشْرَ سِنِينَ بِمَكَّةَ، وَعَشْرَ سِنِينَ بِالْمَدِينَةِ. وهذا مرسل صحيح.