للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَمْ أَتَى لِرَسُولِ اللهِ يَوْمَ مَاتَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسِبُ مِثْلَكَ مِنْ قَوْمِهِ يَخْفَى عَلَيْهِ ذَاكَ. قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ النَّاسَ فَاخْتَلَفُوا عَلَيَّ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ قَوْلَكَ فِيهِ. قَالَ: أَتَحْسُبُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «أَمْسِكْ أَرْبَعِينَ، بُعِثَ لَهَا خَمْسَ عَشْرَةَ بِمَكَّةَ يَأْمَنُ وَيَخَافُ، وَعَشْرَ مِنْ مُهَاجَرِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ».

وتابع عمارًا سعيدُ بن جبير بنحوه، أخرجه أحمد في «مسنده» (٢٠٣٥).

وتابعهما يوسف بن مِهران، أخرجه أحمد، وفي سنده علي بن زيد، ضعيف.

وتابعهم أبو الحويرث، أخرجه عبد الرزاق في «مُصنَّفه» (٦٧٩٠).

*-أما اعتراض عروة على ابن عباس فأخرجه مسلم (٢٣٥٠): حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: كَمْ كَانَ النَّبِيُّ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرًا. قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ.

وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لِعُرْوَةَ: كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرًا. قُلْتُ: فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: بِضْعَ عَشْرَةَ. قَالَ: فَغَفَّرَهُ (١)


(١) قال النووي في «شرحه على مسلم» (١٥/ ١٠٠): «فَغَفَّرَهُ» مَعْنَاهُ: دَعَا لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَهُ. وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ يَقُولُونَهَا غَالِبًا لِمَنْ غَلِطَ فِي شئ فَكَأَنَّهُ قَالَ أَخْطَأَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ.
وقال القاضي عياض في «إكمال المعلم» (٧/ ٣١٨): فصغره وقال: إنما أخذه من قول الشاعر: كذا في بعض الأصول: (فصغره) وهى رواية ابن ماهان، ورواه الجلودى: (فغفره)، وفى كتاب شيخنا الصدفى: (فغفروه ومعناه - والله أعلم -: دعا له بالغفران، كأنه وهمه فيما قال وخطأه، كما قالت عائشة: يغفر الله لأبى عبد الرحمن، إنه لم يكذب ولكنه وهل، أى وهم.
والوجه الأول عندى أظهر، أى استصغر سنه لذلك.
عن الضبط لذلك، لكونه مدة كون النبى بمكة لم يخلق أولأ، وفى آخرها صغيرا ليس في سن من يضبط قيل: إنه ولد في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين.
وقوله: (إنما أخذه من قول الشاعر): يدل عليه أنه لم يدرك ذلك بنفسه ولا علمه بمشاهدته، وإنما سمعه من غيره.
والشاعر هنا هو: أبو قيس صرمة بن أنس، حيث يقول: ثَوَى في قريشٍ بضع عَشْرَةَ حجةً … يُذَكِّرُ لو يَلقى صديقًا مُواتيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>