(١) قال النووي في «شرحه على مسلم» (١٥/ ١٠٠): «فَغَفَّرَهُ» مَعْنَاهُ: دَعَا لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَهُ. وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ يَقُولُونَهَا غَالِبًا لِمَنْ غَلِطَ فِي شئ فَكَأَنَّهُ قَالَ أَخْطَأَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ. وقال القاضي عياض في «إكمال المعلم» (٧/ ٣١٨): فصغره وقال: إنما أخذه من قول الشاعر: كذا في بعض الأصول: (فصغره) وهى رواية ابن ماهان، ورواه الجلودى: (فغفره)، وفى كتاب شيخنا الصدفى: (فغفروه ومعناه - والله أعلم -: دعا له بالغفران، كأنه وهمه فيما قال وخطأه، كما قالت عائشة: يغفر الله لأبى عبد الرحمن، إنه لم يكذب ولكنه وهل، أى وهم. والوجه الأول عندى أظهر، أى استصغر سنه لذلك. عن الضبط لذلك، لكونه مدة كون النبى ﷺ بمكة لم يخلق أولأ، وفى آخرها صغيرا ليس في سن من يضبط قيل: إنه ولد في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين. وقوله: (إنما أخذه من قول الشاعر): يدل عليه أنه لم يدرك ذلك بنفسه ولا علمه بمشاهدته، وإنما سمعه من غيره. والشاعر هنا هو: أبو قيس صرمة بن أنس، حيث يقول: ثَوَى في قريشٍ بضع عَشْرَةَ حجةً … يُذَكِّرُ لو يَلقى صديقًا مُواتيا.