للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُطرِّف، فرواه عنه بذكر يزيد محمد بن جعفر، أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار، مسند علي» (٣٤٥) وعلقه البزار بذكر مُطرِّف وقال: أحسب أن يزيد سمعه من مُطرِّف (١).

ورواه جرير بن حازم عن قتادة عن مُطرِّف عن عياض، أورده العُقيلي في «الضعفاء» (٧٤٤) وقال: غير محفوظ. وقال ابن مَعين: جرير ضعيف في قتادة.

إذًا الأصوب طريق البخاري ومَن تابعه بذكر يزيد بن عبد الله عن عياض، ورجاله ثقات، وسماع يزيد من عياض محتمل؛ لأن عياضًا سكن البصرة، وعاش إلى حدود الخمسين. ووُلد يزيد في خلافة عمر، وهو بصري، من الطبقة الثانية، من كبار التابعين، تُوفي (١١١ أو قبلها) وقال البخاري: يزيد بن عبد الله يُحدِّث عن أبيه ومُطرِّف وعياض بن حمار.

• ورواه الحسن البصري تارة عن عياض، وأخرى أن عياضًا. وإليك البيان:

١ - أبو التَّيَّاح، أخرجه الطيالسي في «مسنده» (١١٧٨): حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (٢) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: أَهْدَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ هَدِيَّةً- أَوْ قَالَ: نَاقَةً- فَقَالَ لِي: «أَسْلَمْتَ؟» فَقُلْتُ: لَا، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا،


(١) ومما يُبيِّن كلام البزار في رده طريق يزيد لمطرف أن مطرفًا أكبر من يزيد بعشر سنين.
(٢) خالف حمادًا عبد الوارث بن سعيد، أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٢٥٦٨): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ أَنَّ عِيَاضَ بْنَ حِمَارٍ، وَكَانَ حَرَمِيَّ رَسُولِ اللهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ أَتَاهُ بِنَاقَةٍ يُهْدِيهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهَا قَالَ: «يَا عِيَاضُ، مَا هَذِهِ؟» قَالَ: أَهْدَيْتُهَا لَكَ. قَالَ: «قُدْهَا» فَقَادَهَا، قَالَ: «رُدَّهَا» فَرَدَّهَا، قَالَ: «يَا عِيَاضُ، هَلْ أَسْلَمْتَ بَعْدُ؟» قَالَ: لَا. قَالَ: فَلَمْ يَقْبَلْهَا، وَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْنَا زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ».
فمَن اعتبر أن (أنَّ) بمعنى (عن) كالإمام مالك، خلافًا لأحمد في وجه، فلا إشكال إلا في عنعنة الحسن. انظر مزيدًا في «شرح علل الترمذي» (١/ ٣٧٨ - ٣٨١) ط/ نور الدين عتر.

<<  <  ج: ص:  >  >>