للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال كذلك: حَدَّث الزهري بهذا الحديث، أن هشام بن عروة رَوَى عن أبيه، عن عائشة. فقال: الزهري لم يَسمع من عروة هذا الحديث، فلعله دلسه.

الخلاصة: أن كلام أبي حاتم يستفاد منه:

١ - الإعلال بالإرسال.

٢ - تدليس الزهري.

أما الدارقطني فصحح أصل الحديث: «ما خُير»، وأن «ما ضَرَب» لم يسمعها هشام من أبيه.

وقال الخطيب البغدادي في «الفصل للوصل المُدرَج» (١/ ٤٨٤): … ولم يَسمع هشام جميعه من أبيه، وإنما سَمِع منه الفصل في عرض الأمرين، واختيار النبي أيسرهما … إلى آخره.

وكان هشام يَروي ما قبل ذلك عن الزهري عن أبيه عروة،

ذَكَر يحيى بن سعيد القطان أن هشام بن عروة وقفه عليه، وميز له سماعه من أبيه مما لم يسمعه منه.

وقد رَوَى إسرائيل بن يونس وعبد الله بن نُمير عن هشام فصل التخيير حسب، فهو الذي سمعه هشام من أبيه دون ما سواه.

وانتهى شيخنا مع الباحث سيد بن عبد العزيز، بتاريخ (٢٩) شعبان (١٤٤٥ هـ) الموافق (١٠/ ٣/ ٢٠٢٤ م) إلى إعلال جملة: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ» وقال: أنا في ريب منها، وهناك قول عائشة : «لَهَدني لَهْدة» (١) أخرجها مسلم، وسبق تخريجها (٢).


(١) قولها: "فلهدني لهدة" بالهاء، والدال المهملة: أي دفعني، وضربني بجُمْع كفّه. وفي نسخة: "فلهزني لَهْزةً" بالزاي بدل الدال، وهما بمعنى واحد. وأما ما وقع في بعضها "لهذني" بالذال المعجمة فتصحيف. «ذخيرة العقبى في شرح المجتبى» (٢٨/ ٢٣٥).
(٢) وأثر أبي بكر في قصة التيمم مع عائشة موقوف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>