للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (١)، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَهْدَى فِي بُدْنِهِ بَعِيرًا كَانَ لِأَبِي جَهْلٍ، فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ».

وقال البيهقي في «السنن الكبرى» (٥/ ٣٧٦): وهذا إسناد صحيح، إلا أنهم يرون أن جرير بن حازم أخذه من محمد بن إسحاق ثم دلسه؛ فإن بُين فيه سماع جرير من ابن أبي نجيح صار الحديث صحيحًا، والله أعلم.

وجهة مَنْ يُصحِّح أو يُحسِّن: أن ابن إسحاق صَرَّح بالتحديث من شيخه وتابعه جرير، وقد سَمِع جرير من ابن أبي نَجيح.

ووجهة مَنْ يُضعِّف:

١ - حَمْل سند ابن إسحاق هذا على سند آخَر أَثْبَتَ فيه ابن إسحاق رجلًا بينه وبين ابن أبي نجيح، أخرجه أحمد في «مسنده» (٢٣٥٩): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْدَى رَسُولُ اللَّهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِائَةَ بَدَنَةٍ، نَحَرَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَ عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا بَقِيَ مِنْهَا، وَقَالَ: «اقْسِمْ لُحُومَهَا وَجِلَالَهَا وَجُلُودَهَا بَيْنَ النَّاسِ، وَلَا تُعْطِيَنَّ جَزَّارًا مِنْهَا شَيْئًا، وَخُذْ لَنَا مِنْ كُلِّ بَعِيرٍ حُذْيَةً مِنْ لَحْمٍ، ثُمَّ اجْعَلْهَا فِي قِدْرٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى نَأْكُلَ مِنْ لَحْمِهَا وَنَحْسُوَ مِنْ مَرَقِهَا» فَفَعَلَ.

٢ - قال البيهقي بسنده كما في «السنن الكبرى» (٥/ ٣٧٦): قال عبد الله بن علي المَديني، حدثني أبي قال: كنتُ أرى أن هذا من صحيح حديث ابن إسحاق، فإذا هو قد دلسه، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق قال:


(١) هو ابن محمد، وثقه أحمد والنَّسائي والعِجلي وابن قانع وابن سعد، وقال أبو حاتم وابن المديني: مجهول. وجَمَع ابن حجر فقال: كأنه ظن أنه غير المروزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>