للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه المتابعة كأنها لا شيء، يَبقى النظر في رواية أبي سلمة، فالأرجح عنه رواية محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن طلحة، وقد نَصَّ ابن مَعين على أن أبا سلمة لم يَسمع من طلحة.

فالخلاصة: أن القصة من طريق أبي سلمة عن طلحة بن عبيد الله منقطعة، ولكن طبقته محتملة. وقد بَحَث العلامة أحمد شاكر في إمكانية سماع أبي سلمة من طلحة، وانتهى إلى أن سنة وفاة طلحة (٣٦ هـ) كان عُمْر أبي سلمة (١٤ عامًا).

ولهذه القصة طريق آخَر عن عبد الله بن شداد عن طلحة، أخرجها الإمام أحمد في «مسنده» (١٤٠١): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ ثَلَاثَةً، أَتَوُا النَّبِيَّ فَأَسْلَمُوا. قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ : «مَنْ يَكْفِينِيهِمْ؟» قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: فَكَانُوا عِنْدَ طَلْحَةَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ بَعْثًا، فَخَرَجَ فيه أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ. قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ بَعْثًا فَخَرَجَ فِيهِ آخَرُ فَاسْتُشْهِدَ. قَالَ: ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ.

قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدِي فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ الْمَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَخِيرًا يَلِيهِ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمْ آخِرَهُمْ.

قَالَ: فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ؟ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ».

وتابع وكيعًا على هذا الإسناد: أبو أسامة كما عند البخاري في «التاريخ الكبير» (١/ ٣١٦)، والفضل بن العلاء كما عند الدارقطني في «علله» (٤/ ٢١٧)، وعيسى بن يونس كما عند النَّسائي في «سُننه» (١٠٦٠٧).

وخالفهم عبد الله بن داود الخُريبي- وهو ثقة مأمون- فقال: (إبراهيم مولى لنا) بدلًا من (إبراهيم بن محمد بن طلحة) أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير»

<<  <  ج: ص:  >  >>