للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعلوم أنه لا يمكن أن يكون أحد عند قبره في كل وقت، ولو كان مما يوصل إليه، فكيف إذا كان محجوبًا؟ فتخصيص قبره بصلاة عليه أو سلام أو دعاء أو ثناء يقتضي هضم ذلك ونقصه في سائر البقاع، فينقص إيمانهم به وتوسلهم بالإيمان به، ويفوتهم حظ عظيم من كرامة الله لهم بقيامهم بحقه مع أن ذلك ذريعة إلى الشرك، فكان في تخصيص قبره بما يخص به قبر غيره مفسدة وفوات مصلحة.

خالف الجميع ابن حزم فقال بالجواز وإليك نصّه في «المحلى» (٥/ ١٤١): واحتج بعضهم بأن رسول الله لم يصل المسلمون على قبره.

قال أبو مُحمد: ما علمنا أحدا من الصحابة نهى عن الصلاة على قبر رسول الله ، وما نهى الله تعالى عنه، ولا رسوله ، فالمنع من ذلك باطل، والصلاة عليه فعل خير، والدعوى باطل إلا ببرهان، وَقَال بعضهم: نهى النبي عن الصلاة إلى القبر وعلى القبر مانع من هذا!

الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث أبي الحسن إبراهيم فراج بتاريخ ربيع أول ١٤٤٦ موافق ٢٠٢٤ م إلى أن من فعل ذلك فهو مبتدع.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>