للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• الثاني: حديث أنس بن مالك، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَلْأُصَلِّ لَكُمْ» قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ. (خ/ ٣٨٠ م/ ٦٥٨). قالهما الإمام الشافعي (١).

وانتهى شيخنا مع الباحث محمد بن خضر، بتاريخ (١١) محرم (١٤٤٦ هـ) موافق (١٧/ ٧/ ٢٠٢٤ م) إلى ضعف الخبر؛ لأن مداره على عمرو بن راشد أو زياد ابن أبي الجعد، وكلاهما لم يوثقه معتبر. وأفاد نقل أقوال الفقهاء الباحث محمد بن رمضان بن شرموخ. وأما نص المالكية في الإساءة وقيدُ ما لم يكن ثمة عذر، فأفادهما الباحث عبده بن غانم- حفظهما الله-.

* * *


(١) قال الشافعي في «اختلاف الحديث» (٨/ ٦٤٢): وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ بَعْضَ الْمُحَدِّثِينَ يُدْخِلُ بَيْنَ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ وَوَابِصَةَ فِيهِ رَجُلًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ عَنْ هِلَالٍ عَنْ وَابِصَةَ، سَمِعَهُ مِنْهُ. وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ كَانَ يُوهِنُهُ بِمَا وَصَفْتُ، وَسَمِعْتُ مَنْ يَرْوِي بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ ذَكَرَ لِلنَّبِيِّ أَنَّهُ رَكَعَ دُونَ الصَّفِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: «زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ».
وقال البيهقي في «السنن الصغير» (١/ ١٩٣): وَضَعَّفَ الشَّافِعِيُّ إِسْنَادَ حَدِيثِ وَابِصَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ. فَإِنْ أَدْخَلَ هِلَالُ بْنُ يَسَافٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَابِصَةَ رَجُلًا- وَهُوَ عَمْرُو بْنُ رَاشِدٍ، وَهُوَ مَجْهُولٌ- فَكَانَ فِي الْقَدِيمِ يَقُولُ: لَوْ ثَبَتَ لَقُلْتُ بِهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>