• تنبيه: قال ابن حجر في «فتح الباري»(١/ ٢٦٩): قوله: «في شأنه كله» كذا للأكثر من الرواة بغير واو، وفي رواية أبي الوقت بإثبات الواو، وهي التي اعتمدها صاحب «العمدة» قال الشيخ تقي الدين: هو عام مخصوص؛ لأن دخول الخلاء والخروج من المسجد ونحوهما يُبدأ فيهما باليسار. انتهى، وتأكيد الشأن بقوله:«كله» يدل على التعميم لأن التأكيد يرفع المَجاز فيمكن أن يقال: حقيقة الشأن ما كان فعلًا مقصودًا، وما يُستحب فيه التياسر ليس من الأفعال المقصودة، بل هي إما تروك وإما غير مقصودة.
وهذا كله على تقدير إثبات الواو، وأما على إسقاطها فقوله:«في شأنه كله» متعلق بـ «يعجبه» لا بـ «التيمن» أي: يعجبه في شأنه كله التيمن في تنعله … إلخ أي: لا يَترك ذلك سفرًا ولا حضرًا ولا في فراغه ولا شغله ونحو ذلك.
وقال الطيبي: قوله: «في شأنه» بدل من قوله: «في تنعله» بإعادة العامل. قال: وكأنه ذكر التنعل لتعلقه بالرِّجل والترجل لتعلقه بالرأس والطهور لكونه مفتاح أبواب العبادة، فكأنه نبه على جميع الأعضاء فيكون كبدل الكل من الكل.
* قلت: ووقع في رواية مسلم بتقديم قوله: «في شأنه كله» على قوله: «في تنعله» إلخ، وعليها شرح الطيبي. وجميع ما قدمناه مبني على ظاهر السياق الوارد هنا، لكن بَيَّن المصنف في الأطعمة من طريق عبد الله بن المبارك عن شعبة، أن أشعث شيخه كان يُحدِّث به تارة مقتصرًا على قوله:«في شأنه كله» وتارة على قوله: «في تنعله» إلخ، وزاد الإسماعيلي من طريق غُندر عن شعبة أن عائشة أيضًا كانت تُجْمِله تارة وتُبيِّنه أخرى، فعلى هذا يكون أصل الحديث ما ذكر من التنعل وغيره، ويؤيده رواية مسلم من طريق أبي الأحوص وابن ماجه من طريق عمرو بن عبيد، كلاهما عن أشعث بدون قوله:«في شأنه كله» وكأن الرواية المقتصرة على «في شأنه كله» من الرواية بالمعنى.