• فائدة: قال الخَطَّابي في «أعلام الحديث»(٣/ ١٩٧٦):
قوله:«إن من البيان لسحرًا»: البيان بيانان:
بيان يقع به الإبانة عن المراد بأي لغة كان وبأي لسان أبان، ولم يُرَد بالسحر هذا النوع منه.
والضرب الآخَر منه: بيان بلاغة وحذق، وهو ما دخلته الصنعة بالتحبير له والتحسين لألفاظه؛ حتى يروق السامعين ويستميل به قلوبهم، فهو الذي يُشبَّه بالسحر إذا خلب القلوب وغلب على النفوس، حتى ربما حَوَّل الشيء عن ظاهر صورته وصَرَفه عن قصد جهته، فيُبرِزه للناظرين في مَعرِض غيره.
وهذا قد يُمدَح مرة ويُذم أخرى.
فأما المدح فهو إذا صُرف إلى الصدق ونُصِر به الحق، وقد رُوي عن عمر بن عبد العزيز أن رجلًا سأله حاجة، فاعتاص عليه قضاؤها، فرفق الرجل له القول في ذلك، فقال: إن هذا هو السحر الحلال. وأنجزها له.
وأما الضرب المذموم منه، فهو أن يُقصَد به الباطل وأن يُلحَد به إلى اللبس والتورية حتى يوهمك القبيح حسنًا والمنكر معروفًا، وهذا هو المذموم المشبه بالأمر المذموم وهو السِّحر. وقال بعض أهل اللغة: أصل السِّحر: الخداع.