للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقُلْتُ: هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قَالَ: «نَعَمْ، قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»، فَقُلْتُ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ»» (م/ ١٨٤٧).

أما فقرة «ما أنا عليه وأصحابي» فسبق ضعف إسنادها، لكن لمعناها شواهد، منها: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥]، و ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ﴾ [البقرة: ١٣٧]، وحديث: «عليكم بسُنتي وسنة الخلفاء» وغيرها.

أفاده الباحث إبراهيم بن صالح البلقاسي، بتاريخ (١٩) محرم (١٤٤٦ هـ) موافق (٢٥/ ٧/ ٢٠٢٤ م) وقال شيخنا له: ما سبب عرضك لهذا الخبر؟ فقال: إن شيخنا ألقى محاضرة فيه، فأردتُ أن أخرجه، فرَدَّ العمل وألزمه بإكمال بحثه، وهو تحقيق «الدر النضيد» للشوكاني، وقال: هذا عمل قديم لديَّ.

ثم اختار شيخنا مع الباحث حسان بن عبد الرحيم، بتاريخ (١٤) صفر (١٤٤٦ هـ) موافق (١٨/ ٨/ ٢٠٢٤ م) أن أصل حديث الافتراق لمُحسِّن أن يحسنه، ولآخَر أن يُضعِّفه، وكل الزيادات ضعيفة، وهذا الذي أعتقده، وكنتُ بحثتُ طرقه في كتاب «الفتن».

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>