= وأجازني الشيخ عبد الله بن عقيل- شيخ الحنابلة في المسجد الحرام- بالمسلسل بالأولية وفي كل مروياته. وأجازني بالإسكندرية الشيخ حامد البخاري بـ «صحيح مسلم» و «الموطأ» وجميع مروياته، بحضور جمع من طلبة العلم والعلماء، منهم الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي. وبعد عودتي إلى مصر أكرمني الله بمصاهرة شيخنا، فتزوجت بابنته الكريمة مريم، الحافظة لكتاب الله والتي صحبتني في رحلتي العلمية والدعوية، فكان زواجي منها سببًا في ملازمتي شيخنا في حله وترحاله والاستفادة منه كثيرًا. وكان لي منها الولد: ١ - فسميتُ الأول بـ (مصطفى) على اسم جده شيخنا مصطفى بن العدوي، وهذا بمباركة أهلي أجمعين. ٢ - وسميتُ الابنة: (لِينَة)، وذلك بعد اختيار زوجتي لها اقتباسًا من قوله تعالى: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ﴾ [الحشر: ٥]. ٣ - وسميتُ الثالث: (يحيى) على اسم نبي الله يحيى واسم شيخي المحفظ لي يحيى آل يحيى، وكذا على اسم النووي ﵀، الذي حققتُ كتابه «رياض الصالحين» ط/ دار مكة. فأسأل الله أن ينفع بهم. اللهم آمين. مواقف مع شيخنا: الموقف الأول: أول يوم وفدتُ عليه في مسجده: ما زلتُ أذكر أول يوم قدمتُ بلدته، فاحتضنني وابتسم، وكان ذلك بعدما صلى الظهر بمسجده، وبَشَّرني بالخير والبركة، وقد قصصت عليه رؤيا رأيتُها في بداية أمري عنده، ونصُّ الرؤيا: أني رأيت الإمام البخاري ﵀، وأني في مجلسه أو أني أقرأ عليه البخاري، أو أنه يحاضر في مكان وأنا أحضر معه. فقصصتُها على الشيخ فقال: تأويلها أنك تحضر معنا مجلس البخاري. فصادف اليوم درس شيخنا يوم السبت. الموقف الثاني: في علو الهمة: ١ - أذكر يوم زواجه بزوجته الثالثة (أم يحيى) كان اليوم شديد البرد والوحل، وكان الشيخ محاضرًا عندنا في مسجد المصطفى (مسجد والدي) فالشيخ لم يَعتذر، بل حَرَص كعادته ودأبه على حضور المحاضرة مهما كانت الأوضاع أو الظروف، ثم بعد انتهاء المحاضرة جلس الشيخ مع الطلاب، فاستمع إلى أسئلتهم ومناقشتهم بسَعة صدر وصبر. ٢ - كنتُ مع الشيخ في مكة المكرمة، وكان الشيخ يعاني من تعب شديد ومرض مؤلم، وأَصَر الشيخ على إتمام صيامه، ثم تَحرَّك إلى الطائف لإلقاء محاضرة مع شدة ألمه ووجعه، ورجع =