للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونَقَل البيهقي في «السُّنن الكبير» (٢/ ٥٩) كلام الدارقطني وأَقَره.

*-سبق في «سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية» (٢/ ٣٣٢) أخبار كثيرة في الأذكار التي بعد الصلاة.

ومنها ما أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» رقم (١٠٧٥): حَدَّثَنَا سَلَّامٌ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ يَقُولُ كَانَ الضَّيْفُ إِذَا نَزَلَ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: أَمُقِيمٌ فَنَرْعَى أَوْ مُنْطَلِقٌ فَنَعْلِفُ؟ فَإِنْ قَالَ: مُنْطَلِقٌ، قَالَ: أُخْبِرُكَ بِمَا أَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الْأَمْوَالِ بِالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيُجَاهِدُونَ كَمَا نُجَاهِدُ، وَيَذْكُرُونَ كَمَا نَذْكُرُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَتَصَدَّقُ، فَقَالَ لِي: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ، لَمْ يُدْرِكْكَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكَ وَلَحِقْتَ مَنْ سَبَقَكَ؟ تُكَبِّرُ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ لَحِقْتَ مَنْ سَبَقَكَ وَلَمْ يَلْحَقْكَ مَنْ جَاءَ بَعْدَكَ، إِلَّا مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قُلْتَ».

تابع سلامًا- هو ابن سُليم- أبا الأحوص جريرٌ- هو ابن عبد الحميد- أخرجه النَّسائي في «السُّنن الكبرى» (٩٨٩٩)، وأخرجه ابن أبي شيبة في «مُصنَّفه» (٣٥٠٤٠) بعطف جرير على أبي الأحوص.

وهذا السند رجاله ثقات، لكن يَرِد عليه أمران:

الأول: قول أبي حاتم كما في «الجَرح والتعديل» (٢٠٣٩) في ترجمة ذكوان السمان: لم يَسمع من أبي الدرداء شيئًا. وسُئل ابن مَعين كما في «تاريخ ابن أبي خيثمة» (٢٤٣٣) عن رواية أبي صالح عن أبي الدرداء، فقال: بينهما رجل.

الثاني: خالف جريرًا وسَلَّامًا سفيان الثوري، فأبدل ذكوان بأبي عمر الصيني، أخرجه عبد الرزاق (ت/ ٢١١) في «مُصنَّفه» (٣١٨٧)، وابن أبي شيبة (ت/ ٢٣٥) في «مُصنَّفه» (٢٩٢٦٧)، والنَّسائي (ت/ ٣٠٣) في «السُّنن الكبرى» (٩٩٠١).

وسفيان الثوري أقوى منهما، وقال أبو زُرعة كما في «علل الحديث» (٢٠٦٨) لابن أبي حاتم: حديث الثوري أصح، وأبو عمر لا يُعرَف إلا في هذا الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>