للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ صَدَقَتَهُ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ. ثُمَّ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ صَدَقَتَهُ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى سَارِقٍ. ثُمَّ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ الصَّدَقَةَ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى غَنِيٍّ». فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ، عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِيٍّ». قَالَ: «فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ تُقُبِّلَتْ، أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا - يَعْنِي - أَنْ تَسْتَعِفَّ بِهِ، وَأَمَّا السَّارِقُ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَغْنِيَ بِهِ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَعْتَبِرَ فَيُنْفِقَ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ».

وقال أبو زُرعة الرازي: رواية ورقاء عن أبي الزِّناد أَحَبُّ إليَّ من رواية شُعيب عن أبي الزِّناد.

٢ - موسى بن عقبة، أخرجه مسلم (١٦٩٨)، وفي سنده سُويد بن سعيد لكنه مُتابَع.

٣ - أبو أويس وهو مُتكلَّم فيه، أخرجه ابن زنجويه في «الأموال» (١٦٨٠).

ومنها عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة، أخرجه أحمد في «مسنده» (٨٢٤٦)، وفي سنده ابن لَهِيعة، وفي سياقه: «رَجُل من بني إسرائيل … فأُرِيَ في منامه».

والخلاصة: أن الخبر بزيادة: «أما صدقتك فقد قُبلت» صحيح، وإلى هذا انتهى شيخنا مع الباحث أبي عمر عادل أبو زيد، بتاريخ (٢) رمضان (١٤٤٥ هـ) موافق (١٢/ ٣/ ٢٠٢٤ م).

تنبيه: أن قوله: «أما صدقتك فقد قُبلت» لا يقال إلا بوحي، سواء في رؤيا أو إلهام أو مجيء مَلَك، ولكن رَجَّح العلماء- على رأسهم ابن حجر- أنها رؤيا منامية، وقد جاء التصريح بذلك في رواية الطبراني.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>