للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الروايات على رفعها، ففي رواية محمد بن جعفر احتمالية الإدراج، وهي في رواية سفيان على الشك، وأخرج سعيد بن منصور في «سُننه» رقم (٦٤١٩): نا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء قال: كان يقال: الرؤيا على ما أُوِّلَتْ، ولا تَقصُص رؤياك إلا على حكيم أو وادٍّ. وإسناده صحيح، وصَحَّح إسناده ابن حجر في «فتح الباري» (١٢/ ٤٣٢).

٤ - أن قوله: «عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا، فَإِذَا حَدَّثَ بِهَا وَقَعَتْ» يفيد أنها لا تقع ولا تتحقق إلا إذا عُبرت، وهذا الذي فَهِمه الدارمي وبَوَّب عليه بـ: (بَابُ الرُّؤْيَا لَا تَقَعُ مَا لَمْ تُعَبَّرْ).

ومعلوم أن يعقوب لم يُعبِّر رؤيا يوسف ، ومع ذلك تحققت بعد حين.

وجاءت امرأة للنبي ، وقصت عليه رؤيا، فلم يُعبِّرها، ومع ذلك تحققت دون أن تُعبَّر، فقد أَخْرَج أحمد في «مسنده» رقم (١٣٦٩٨): حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُعْجِبُهُ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ، فَرُبَّمَا قَالَ: «رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا»، فَإِذَا رَأَى الرَّجُلُ الرُّؤْيَا الَّذِي لَا يَعْرِفُهُ رَسُولُ اللَّهِ ، سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، كَانَ أَعْجَبَ لِرُؤْيَاهُ إِلَيْهِ.

فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ وَجْبَةً ارْتَجَّتْ لَهَا الْجَنَّةُ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، وَفُلَانُ بْنُ فُلَانٍ- حَتَّى عَدَّتِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا- فَجِيءَ بِهِمْ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ طُلْسٌ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا، فَقِيلَ: اذْهَبُوا بِهِمْ إِلَى نَهَرِ الْبَيْدَخِ- أَوْ: الْبَيْدَحِ- فَغُمِسُوا فِيهِ، فَخَرَجُوا مِنْهُ وُجُوهُهُمْ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ أُتُوا بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ فَقَعَدُوا عَلَيْهَا، وَأُتُوا بِصَحْفَةٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَمَا يَقْلِبُونَهَا لِشِقٍّ إِلَّا أَكَلُوا فَاكِهَةً مَا أَرَادُوا، وَجَاءَ الْبَشِيرُ مِنْ تِلْكَ السَّرِيَّةِ، فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَمْرِنَا كَذَا وَكَذَا،

<<  <  ج: ص:  >  >>