للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَقِيَ أَسَاسُهُ، فَبَوَّأَهُ لِإِبْرَاهِيمَ فَبَنَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ﴾ [الحج: ٢٦] الْآيَةَ (١).

• القول الرابع: شِيث ، ومستنده ما قاله القرطبي (٢): ورَوَى عبد المنعم بن إدريس، عن وهب بن مُنبِّه قال: أول مَنْ بَنَى البيت بالطين والحجارة شِيث (٣).

• القول الخامس: نبي الله إبراهيم ، ومستنده من الكتاب العزيز قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٧]، ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: ٢٦] (٤).

وما ورد في أثر ابن عباس رضي الله عننهما، وفيه: يَا إِسمَاعِيلُ، إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ.


(١) إسناده ضعيف؛ لضَعْف مَعمر عن قتادة، وهو من الإسرائيليات.
(٢) في «تفسيره» (٢/ ١٢٢).
(٣) لم يقف عليه الباحث مسندًا، وهو من الإسرائيليات كما نَصَّ ابن كثير فيما سبق قريبًا.
(٤) قال ابن كثير في «تفسيره» (٥/ ٤١٣): فَذَكَرَ تَعَالَى أَنَّهُ بَوَّأ إِبْرَاهِيمَ مكانَ الْبَيْتِ، أَيْ: أَرْشَدَهُ إِلَيْهِ، وَسَلَّمَهُ لَهُ، وَأَذِنَ لَهُ فِي بِنَائِهِ.
وَاسْتَدَلَّ بِهِ كَثِيرٌ مِمَّنْ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ بَنَى الْبَيْتَ الْعَتِيقَ، وَأَنَّهُ لَمْ يُبْنَ قَبْلَهُ.
وقال الشنقيطي في «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» (٤/ ٢٩٦): وغاية ما دل عليه القرآن أن الله بَوَّأ مكانه لإبراهيم، فهَيَّأه له وعَرَّفه إياه ليبنيه في محله. وذهبت جماعة من أهل العلم إلى أن أول مَنْ بناه إبراهيم ولم يُبْنَ قبله. وظاهر قوله حين تَرَك إسماعيل وهاجر في مكة: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ﴾ [إبراهيم: ٣٧] يدل على أنه كان مبنيًّا واندرس، كما يدل عليه قوله هنا: ﴿مَكَانَ الْبَيْتِ﴾ [الحج: ٢٦]؛ لأنه يدل على أن له مكانًا سابقًا، كان معروفًا. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>