فائدة: هذا الحديث في مدح المال، ونحوُه:«لا حسد إلا في اثنتين … » والنهي عن إضاعة المال.
وعكسها حديث:«أصحاب الجَد محبوسون … »، و «قد أفلح مَنْ أسلم … »، و «اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا».
فائدة: قال ابن الجوزي في «تلبيس إبليس»(ص ١٦٠): فهذه الأحاديث مُخرَّجة في الصحاح، وهي على خلاف ما تعتقده المتصوفة من أن إكثار المال حجاب وعقوبة، وأنَّ حبسه ينافي التوكل، ولا يُنكَر أنه يخاف من فتنة، وأنَّ خَلْقًا كثيرًا اجتنبوه لخوف ذلك، وأن جمعه من وجهه يَعز، وسلامة القلب من الافتنان به يَبعد، واشتغال القلب مع وجوده بذكر الآخرة يَندر؛ ولهذا خيف فتنة.
فأما كسبُ المال، فإنَّ مَنْ اقتَصر على كسب البُلغة من حِلها، فذلك أمر لا بد منه.
وأما مَنْ قَصَد جمعه والاستكثار منه من الحلال، نظرنا في مقصوده:
فإِنْ قَصَد نفس المفاخرة والمباهاة، فبئس المقصود.
وإِنْ قَصَد إعفاف نفسه وعائلته، وادخر لحوادث زمانه وزمانهم، وقَصَد التوسعة على الإخوان وإغناء الفقراء وفِعل المصالح، أثيب على قصده، وكان جمعه بهذه النية أفضل من كثير من الطاعات.
وقد كان نيات خَلْق كثير من الصحابة ﵃ أجمعين، في جمع المال سليمةً؛ لحُسْن مقاصدهم لجمعه، فحَرَصوا عليه وسألوا زيادته.