لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ: «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ، مَوْتٌ فِي طَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ».
تابع الوضينَ عبدُ الرحمن بن يزيد بن جابر، أخرجه إسحاق في «مسنده» كما في «المطالب العالية» (٤٣٤٤)، وفي سنده سُويد بن عبد العزيز، ضعيف.
وإسناد الطبراني وإن كان ظاهر رجاله الحُسن، إلا أنه منقطع بين يزيد بن مَرثد ومعاذ، فقد قال أبو حاتم: روى عن معاذ وأبي الدرداء مرسلًا.
وقال أبو نُعيم: غريب من حديث معاذ، لم يروه عنه إلا يزيد … إلخ.
وله شاهد من حديث أبي الزوائد ﵁، أخرجه أبو داود في «سننه» رقم (٢٩٥٩): حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ مُطَيْرٍ، مِنْ أَهْلِ وَادِي الْقُرَى، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَأَمَرَ النَّاسَ وَنَهَاهُمْ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟» قَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا تَجَاحَفَتْ (١) قُرَيْشٌ عَلَى الْمُلْكِ فِيمَا بَيْنَهَا، وَعَادَ الْعَطَاءُ أَوْ كَانَ رِشًا فَدَعُوهُ» فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: «هَذَا ذُو الزَّوَائِدِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ».
وتابع سليمَ بن مطير أخوه محمد، أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (٧٤٣).
الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث محمد بن ممدوح، بتاريخ (٢٨) جمادى الآخرة (١٤٤٥ هـ) الموافق (١٠/ ١/ ٢٠٢٤ م) إلى ضعف سنده لجهالة سليم بن مطير.
وقال أبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (٢/ ١٠٣٢): رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَمَةِ الرَّحْمَنِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ سُلَيْمٍ نَحْوَهُ، وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
(١) قوله (تجاحفت) يريد تنازعت الملك حتى تقاتلت عليه وأجحف بعضها ببعض. «معالم السنن» (٣/ ١١).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute