للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتابع زهيرًا- وهو ابن معاوية- سعد بن سعيد بن قيس (١)، أخرجه أبو عَوانة في «مستخرجه» (١١٢٨١) لكن لم يَذكر سعد زيادة: «فَلَا بَأْسَ، وَلْيَنْصُرِ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ».

ورَوَى الخبر البخاري (٤٩٠٥، ٤٩٠٧) ومسلم (٢٥٨٤) وغيرهما من طرق- سفيان بن عيينة، وابن جُريج، وحماد بن زيد، وسعيد بن زيد، ومعمر- عن عمرو بن دينار: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبدِ اللهِ يَقُولُ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ، فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ! وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ! فَسَمَّعَهَا اللهُ رَسُولَهُ ، قَالَ: «مَا هَذَا؟» فَقَالُوا: كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ! وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ! فَقَالَ النَّبِيُّ : «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».

قَالَ جَابِرٌ: وَكَانَتِ الأَنْصَارُ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ أَكْثَرَ، ثُمَّ كَثُرَ المُهَاجِرُونَ بَعْدُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ: أَوَقَدْ فَعَلُوا؟ وَاللهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ! فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ : دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ! قَالَ النَّبِيُّ : «دَعْهُ، لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ». واللفظ للبخاري رقم (٤٩٠٧).

ورواه مَعمر تارة أخرى عن أيوب عن عمرو بن دينار به، فزاد: «فَسَأَلَهُ الْقَوَدَ» أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (٢٥٨٤) ولفظه: «كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَتَى النَّبِيَّ فَسَأَلَهُ الْقَوَدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ : «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».

ورواية مَعمر التي وافق فيها الجماعة عن عمرو بن دينار دون الزيادة- أرجحُ لأن معمرًا ضعيف في البصريين.

وانتهى شيخنا مع الباحث محمود بن ربيع، بتاريخ (١٩) جمادى الآخرة


(١) وهو مُتكلَّم فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>