للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَتَاكِ ابْنُ أُخْتِكِ؟» قَالَتْ: بَلَى، هُوَ هَذَا. قَالَ: «أَفَلَا عَشَّيْتِيهِ إِنْ كَانَ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟» قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: «فَوَطِئْتِ لَهُ؟» قَالَتْ: نَعَمْ. فَمَالَ إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَضْطَجِعْ عَلَيْهِ وَاضْطَجَعَ حَوْلَهُ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى الْفِرَاشِ، فَمَكَثَ سَاعَةً فَسَمِعْتُهُ قَدْ نَفَخَ فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: نَامَ وَلَيْسَ بِالْمُسْتَيْقِظِ وَلَيْسَ بِقَائِمٍ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ قَامَ حَيْثُ قُلْتُ: ذَهَبَ الرُّبُعُ الثُّلُثُ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَى سِوَاكًا لَهُ وَمَطْهَرَةً فَاسْتَاكَ حَتَّى سَمِعْتُ صَرِيرَ ثَنَايَاهُ تَحْتَ السِّوَاكِ، وَهُوَ يَتْلُو هَؤُلَاءِ الآيَاتِ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ ثُمَّ وَضَعَ السِّوَاكَ.

وهل يُربَط هذا المتن بقصة مبيت ابن عباس عند خالته ميمونة في «الصحيحين» فقد رواه جماعة - عمرو بن دينار ومَخرمة وشريك وسلمة بن كُهيل-عن كريب بالقصة دون هذا الشاهد؟

ومما يؤيد الربط أن في بعض الطرق من مخارج أخرى عن ابن عباس توحي بذلك، منها:

١ - طريق علي بن عبد الله بن عباس: « … بعثه إلى رسول الله في حاجة» أخرجه ابن خُزيمة (١١١٩) وغيره.

٢ - طريق عطاء بن أبي رباح، وفيه: «بعثني العباس … » أخرجه مسلم (٧٦٣) وأبو يعلى (١٥١٩).

٣ - طريق سعيد بن جُبير، أخرجه النَّسائي في «الكبرى» (٤٠٥) والطبراني في «الكبير» (١٢٣٨٠) وفيه: «بعثني العباس إلى النبي في حاجة له» وهذا الطريق في البخاري ومسلم دون الشاهد.

٤ - طريق طلحة بن نافع، أخرجه ابن خزيمة (١٠٩٣) وفيه: «كان رسول الله وَعَد العباس ذودًا من الإبل، فبعثني إليه بعد العشاء وكان في بيت ميمونة بنت الحارث» وفي سنده أيوب بن سُويد وعتبة بن أبي حكيم، كلاهما ضعيف.

الخلاصة: أن هذه الطرق لسبب قصة ابن عباس تصح بمجموعها، وهذا رأي الباحث أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>