للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَصْبَحْتُ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ : «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ. قَالَ: «مَا هِيَ؟» قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ: ﴿اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ.

فَقَالَ النَّبِيُّ : «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ».

ووَصَله النَّسائي في «السُّنن الكبرى» (١٠٧٢٩)، وتابعه هلال بن بشر كما عند ابن خُزيمة في «صحيحه» (٢٤٢٤) وقال: غريب غريب.

وتابعهما جعفر الوراق، كما عند اللالكائي (٢٢٨١).

وعثمان بن الهيثم مُختلَف فيه.

وتابع ابنَ سيرين أبو المتوكل الناجي (١)، وعنه إسماعيل بن مسلم العبدي، واختُلف عليه، فرواه هكذا:

١ - مسلم بن إبراهيم، أخرجه ابن الضَّريس في «فضائل القرآن» (١٩٥).

٢ - شُعيب بن حرب، أخرجه النَّسائي في «السنن الكبرى» (١٠٧٢٨).

خالفهما عمرو بن منصور، فأثبت واسطة بين إسماعيل وأبي المتوكل، وهي والد إسماعيل بن مسلم العبدي، كما في «التاريخ الكبير» (١/ ٢٧).

وروايتهما أرجح لثقة مسلم وشُعيب، ولكون عمرو بن منصور ذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال ابن حجر فيه: صدوق.


(١) وفي روايته بعض الزيادات، منها: «لا يَقربك في صغير ولا كبير، ذَكَرٌ ولا أنثى». وفيه أيضًا أن أبا هريرة كان يَعلم أنه شيطان … أما في رواية ابن سيرين فلم يَعرفه أبو هريرة حتى أعلمه النبي .

<<  <  ج: ص:  >  >>