ووجه الدلالة: أن في بعض روايته تعليلًا وهو: «فإنهم يَتباهَون ويتزاورون بها في قبورهم»(٢).
• وهذا التعليل مردود بما يلي:
١ - ضعف السند ونزوله عند الديلمي، كما ذَكَره السيوطي في «اللآلئ المصنوعة»(٢/ ٣٣٦).
٢ - إعراض مسلم عنها.
٣ - في رواية مسلم ما يعارضها، وهو قوله:«فَكُفِّنَ فِي كَفَنٍ غَيْرِ طَائِلٍ» وهذا سبب قوله ﷺ: «فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ».
٤ - استَدل ابن أبي الدنيا في كتابه «الأهوال»، والقرطبي في «التذكرة»، وابن رجب في «أهوال القبور»، وابن القيم في «الروح» وغيرهم، على إثبات تزاور الأرواح في القبور ببعض المنامات التي رُويت عن بعض الناس.
وانتهى شيخنا مع الباحث أبي حمزة السويسي إلى أن المنامات لا يؤخذ منها أحكام.
(١) وقد سبق بحثه في «سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية» (١١/ ١٧). (٢) وهذا التعليل ورد أيضًا في حديث أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه ابن عَدي في «الكامل» (٤/ ٢٣٧) وفي إسناده سليمان بن أرقم، قال فيه البخاري: تركوه. وقال النَّسائي: متروك. وكذلك في حديث أنس بن مالك ﵁، أخرجه العُقيلي في «الضعفاء» (٤٩٠) وفي سنده أبو مَيسرة، وهو راشد المكي، قال عنه أحمد: كذاب، كذاب. وقال البخاري: منكر الحديث، يُذكَر بوضع الحديث.