للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن حجر في «فتح الباري» (٢/ ٤٩٥): ورَوَى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار.

ووردت هذه القصة من مخرج آخَر دون ذكر القبر ولا سؤال الرجل النبي ، فيما أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» رقم (٤٩٦٥): عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ أَبِي المِقْدَامِ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ سَنَةٌ، وَكَانَ رَجُلٌ فِي بَادِيَةٍ، فَخَرَجَ فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ وَاسْتَسْقَى، ثُمَّ نَامَ فَرَأَى فِي المَنَامِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَتَاهُ، وَقَالَ: أَقْرِئْ عُمَرَ السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّ اللهَ قَدِ اسْتَجَابَ لَكُمْ- وَكَانَ عُمَرُ قَدْ خَرَجَ فَاسْتَسْقَى أَيْضًا- وَأْمُرْهُ فَلْيُوَفِّ الْعَهْدَ، وَلْيَشُدَّ الْعَقْدَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ حَتَّى أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: اسْتأْذِنُوا رَسُولَ رَسُولِ اللهِ . قَالَ: فَسَمِعَهُ عُمَرُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا المُفْتَرِي عَلَى رَسُولِ اللهِ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَبَكَى عُمَرُ. لكنه منقطع؛ لأن عبد الله بن عبيد لم يُدرِك عمر .

• الخلاصة: أن في السند الأول ثلاث علل:

١ - مالك الدار، لم يوثقه معتبر، إنما قال فيه ابن سعد: كان معروفًا. وهذا لا يقتضي التوثيق، إنما كان معروفًا بعدالته.

٢ - مَظِنة الانقطاع بين أبي صالح (ت/ ١٠١) ومالك الدار، فلا يُعرَف لأبي صالح لقي ولا سماع من مالك الدار، ولا يُعرَف لمالك الدار سَنة وفاة.

٣ - المتن فيه مخالفة لعمومات الشريعة (١)، ومنها فِعل عمر لما استَشفع بالعباس في الاستسقاء، فلو كان يجوز الاستسقاء برسول الله بعد موته ما


(١) قوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٨].
﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا﴾ [الإسراء: ٥٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>