للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم عَرَضه الباحث بتاريخ (١٤) ربيع الأول (١٤٤٦ هـ) موافق (١٧/ ١٢/ ٢٠٢٤ م) فقال شيخنا: هل له شواهد في معناه؟ فقال الباحث: شواهد منها هو ضعيف، ومنها حيث أبي الجهيم عند البخاري.

فسأل عن وجه الجمع بين هذا الحديث وحديث: «كَانَ النَّبِيُّ يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ» (١) فأجاب ابن حبان: قَوْلُهُ : «إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ» أَرَادَ بِهِ الْفَضْلَ؛ لِأَنَّ الذِّكْرَ عَلَى الطَّهَارَةِ أَفْضَلُ، لَا أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُهُ لِنَفْيِ جَوَازِهِ.

وقال ابن رُشد في «بداية المجتهد ونهاية المقتصد» (١/ ٣٨): ذهب الجمهور


= خالف عيسى بنَ يونس محمدُ بن عبيد فقال: (ابن جابر) بدل (جابر بن عبد الله) وزاد: (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن … ) أخرجه أحمد (١٧٥٩٧).
والخلاصة أن ابن عقيل مختلف فيه وهو إلى الضعف أقرب. نَصَّ أبو حاتم كما في «العلل» (٦٨) وابن عدي في «الكامل» (٢٠٣٣) والدارقطني كما في «أطراف الغرائب» (١٥٨٦) على تفرد هاشم بن البريد بهذا الحديث.
ومنها حديث أبي هريرة، أخرجه ابن ماجه (٣٥١) والطبراني في «الأوسط» (٣٦٤١) وابن عدي في «الكامل» (١٧٩٩)، وفي سنده مسلمة بن علي، متروك الحديث.
وله شاهد صحيح بمعناه أخرجه البخاري (٣٣٧) وعلقه مسلم (٣٦٩) من طريق الأعرج قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ، حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الأَنْصَارِيِّ، فَقَالَ أَبُو الجُهَيْمِ الأَنْصَارِيُّ: «أَقْبَلَ النَّبِيُّ مِنْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الجِدَارِ، فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ».
وفيه زيادة «وذراعيه» عند الدارقطني في «سننه» (٦٧١) وقال ابن حجر في «فتح الباري» (١/ ٤٤٢): وَالثَّابِتُ فِي حَدِيثِ أَبِي جُهَيْمٍ أَيْضًا بِلَفْظِ (يَدَيْهِ) لَا (ذِرَاعَيْهِ)، فَإِنَّهَا رِوَايَةٌ شَاذَّةٌ
(١) سبق في «سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية» (١٢/ ٧٠) أن البخاري علقه بصيغة الجزم وصححه في سؤالات الترمذي إياه ووصله الإمام مسلم.
وقال أبو زرعة الرازي كما في «العلل» (١٢٤) لابن أبي حاتم: ليس بذاك، هو حديث لا يُروى إلا من ذا الوجه. قال ابن أبي حاتم: فذكرتُ قول أبي زُرعة لأبي فقال: الذي أرى أَنْ يُذكَر الله على كل حال، على الكَنِيف وغيره؛ على هذا الحديث.
وانتهى شيخنا إلى صحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>