تابع زهيرًا أبو عَوانة، أخرجه أحمد (٢٣١٣٢) والنسائي (٢٣٨).
وخالفهما عمرو بن سعيد بن مسروق فقال: عن رجل عن حميد عن رجل صحب النبي ﷺ ثلاث سنين. أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه»(٣٧٨) وقد يُحمَل (رجل) على (داود).
ووجهة مَنْ صححه أن ظاهر إسناده الصحة وهو طريق داود بن عبد الله (١) عن حميد بن عبد الله عن رجل صحب النبي. وصححه ابن عبد الهادي والحافظ في «فتح الباري»(١/ ٣٠٠) وابن القطان في «الوهم والإيهام».
• الخلاصة: أن وجهة مَنْ يُضعِّف:
١ - أن الإجماع على جواز أن يتطهر الرجل بفضل المرأة، نَقَله النووي في «شرح مسلم»(٢/ ٤) وابن عبد البر في «التمهيد»(١/ ٢٢٨).
٢ - قال ابن المنذر في «الأوسط»(٢٧٣): وحديث داود الأودي حديث منكر ولا يُدرَى محفوظ أم لا. وقال الذهبي في «التنقيح»(١/ ١٦): منكر.
وسبق أن ابن عبد البر حكم بالاضطراب على أحاديث الباب. وسبقه الإمام أحمد.
وأعله البيهقي بثلاث علل في «معرفة السنن والآثار»(١/ ٤٩٨) فإنه منقطع (٢)(٣). وداود بن عبد الله ينفرد به، ولم يَحتَجَّ به صاحبا الصحيح، والأحاديث
(١) اختُلف فيه فوثقه أحمد وأبو داود وابن معين في رواية وقال مرة: ليس بشيء. واعتُرض على هذه الرواية بأنها في داود بن يزيد الأودي وهو عم ابن إدريس. وقال ابن كثير في «مسند الفاروق» (١/ ١٨٢): هذا إسناد مجهول، وداود بن عبد الله الأودي لا أعلم أحدًا روى عنه إلا زهير وأبو عوانة. (٢) ورَدَّ الانقطاع ابن حجر في «فتح الباري» (١/ ٣٠٠) وابن عبد الهادي في «التنقيح» (١/ ٢١٧). (٣) وقال في «السنن»: مرسل. ورَدَّ عليه بأن السند إذا صح إلى الصحابي فلا تضر جهالته.