وقولِه عليه الصلاة والسلام:"الغُلامُ الذِى قَتَله الخِضْر طُبِع كَافِراً" وقَولِه: "إِنَّ الله تَعالَى خَلَقَ النّارَ، وخَلَق لها أَهلاً، خَلَقَهم لها وهُم في أصْلابِ آبائِهِم".
ويُحتَمَل أَنَّ مَعنَى الحَنِيفيَّةِ حين أَخذَ عليهم المِيثاقَ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}(٣) فَليْس يُوجَد أَحدٌ إلا وهو مُقِرٌّ بأنَّ له رَبًّا، وإنْ أَشرَك به. قال اللهُ تَعالَى:{ولَئِنْ سَأَلْتَهُم مَنْ خَلَقَهَم لَيَقُولُنَّ اللهُ}(٤).
ولِقَولِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ:"فاجْتَالَتْهُم الشَّيَاطِينُ عن دِينِهم" هو إضافَةُ سَبَب، وهو أَنَّه تَعالَى جَعَل الشَّيطانَ سَبَبًا لِإظْهارِ مَشِيئَتِهِ فيهِم.
: أي راضَتْك، وكَذَلِك: أَحْنَكَك وحَنَكك، من قولهم: حَنك الفَرَسَ يَحنُكه، إذا جَعَل في حَنَكه الأَسْفَلِ حَبلاً يَقُودُه به فاحْتَنَك ٥).
(١) سورة التغابن: ٢. (٢) سورة الأعراف: ١٧٩. (٣) سورة الأعراف: ١٧٢. (٤) سورة الزخرف: ٨٧. (٥) في حديث طلحة: "قال لعمر رضي الله عنهما حين استشارهم في جموع الأعاجم: قد حَنَّكتك الأمور، وجَرَّسَتْك الدهور، وعَجَمَتْك البَلايَا، فأنت ولىُّ ما وَلَّيْت، لا نَنْبُو في يديك، ولا نَخُول عليك" الفائق (حَنك) ١/ ٣٢٤.