- ومنه قولُه عليِه الصَّلاةُ والسَّلام:"حُسْنُ العَهْد من الإِيمانِ"(٢)
والعَهْد: الوَصِيَّة.
ومنه قَولُ علّى - رَضي الله عنه -: "عَهِدَ إلىَّ النَّبِىُّ الأُمِّيُّ (٣) " والعَهْدُ: الأَمانُ، من قَولِه تَعالَى:{لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِميِنَ}(٤).
- في حَديثِ عَبدِ الله بنِ عَمْرو - رضي الله عنه -: "لا يُقْتَل مُؤمِنٌ بكَافرٍ، ولا ذُو عَهْد في عَهْدِه".
قال الخَطَّابي: تأَوَّلَه مَنْ ذَهَب من الفُقَهاء إلى أن المُسلِمَ يُقْتَل بالذِّمِّي، علىَ أنَّ قَولَه:"ولا ذُو عَهْد" مَعْطُوف على قوله: "لا يُقْتَل"، ويَقَع في الكَلامِ على مَذهبِه تَقدِيمٌ وتأخِيرٌ، فَيَصِيرُ كأنَّه قَال: لا يُقتل مؤمِنٌ وَلا ذُو عَهْد بكافِرٍ.
وقال الشَّافِعِىُّ - رَحِمه الله -: قَولُه عليه الصَّلاة والسّلام: "لا يُقتَل مُؤمِنٌ بكَافِر"؛ كَلامٌ تَامٌّ بنَفْسه، ثم قال: "ولا ذُو
(١) سورة طه: ١١٥ {ولَقَدْ عَهِدْنَا إلَى آدَمَ من قَبلُ فَنَسِىَ ولَم نَجدْ لَهُ عَزْمًا}. وفي المفردات للراغب/ ٣٥٠: وعَهِد فلان إلى فلان يَعْهَد: أي أَلْقَى إليه العَهْدَ، وأوصاه بحفظه قَالَ: "ولقد عَهِدنا إلى آدم". (٢) جاء هذا الحديث في الغريبين والمغيث، وعزيت إضافته في النهاية للهروى فقط. وجاء في شرحه في ن: يريد الحفاظَ ورِعاية الحُرمةِ. (٣) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ. (٤) سورة البقرة: ١٢٤ وقال الراغب في المفردات، أي لا أَجْعَل عَهدِى لِمَنْ كان ظالمًا.