(نصب) - في الحديث (١): "أنّ زَيد بن عَمروٍ مرَّ بَرسُولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم، وهو يأكُلُ لحمًا، فدَعَاه إلى الطعام فقال زيْدٌ: إنّا لَا نأكُلُ ممَّا ذُبح علَى النُّصُبِ"
أحَدُها: أنَّ زيدًا ظنَّ أن ذلك اللَّحمَ مِمَّا كانَت قريش تَذْبَحُهُ لأنصَابِهَا، فامتنَع لذلك، ولم يكن الأمرُ على مَا ظنَّ.
الثاني: أنَّ زيد بن حَارِثَة - رضي الله عنه - كان فَعَلَه (٤) مِن غَير أَمرِ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وَلا رِضَاه، إلّا أنَّه كانَ معه، فَنُسِب إليه ذلك؛ لأنَّ زَيدًا لم يَكن مَعَهُ من العِصْمَةِ ما كان الله عَزّ وجلّ أَعْطَى نَبِيَّه - صلى الله عليه وسلّم، ومنعَهُ، ممَّا لا يَحلُّ من أمرِ الجاهليّة فكيف يَجُوزُ ذلك؟ وَقد مَنَعَ هو عليه الصَّلاة والسَّلامُ زيدًا في هذا الحدِيث بِعَينِهِ أن يَمسَّ صَنَمًا،
(١) ن: في حديث زيد بن حارثة: "قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُرْدفي إلى نُصُب من الأَنْصاب، فذَبَحْنَا له شاةً، وجعلناها في سُفْرتِنا، فَلَقِينا زَيدُ بن عَمْرو فقدّمَنا له السُّفرة، فقال: لا آكل مما ذُبِحَ لغَير الله" (٢) ن: بضم الصاد وسكونها. (٣) ن: ويتّخذونه صَنَمًا فيعبدونه، والجمع: أنصاب. وقيل: هو حجرٌ كانوا يَنْصِبونه، وَيذْبَحون عليه فيَحْمَرّ بالدّم. (٤) أ: "عن غير" والمثبت عن ب، جـ.