قال: كان يصعَد بُخارٌ من الماء إلى السَّماءِ، فاستَصْبَر (١) فَعادَ صَبِيرًا، فذلك قَولُه تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}(٢)
: أي كَثُف وتَراكَم. ٢)
(صبغ) - في الحديث (٣): "أكذب الناس الصَّبَّاغُون والصَّوَّاغُون"
قيل: هم صَاغَة الحُلِىّ، وصَبَّاغُو الثِّياب؛ لأنهم أكذبُ النَّاس في المواعيد.
- ورُوي عن أبي رافع الصَّائِغ قال: كان عمر رضي الله عنه، يُمازِحُنى يقول:"أَكَذَب النَّاس الصَّوَّاغُ (٤) يَقُوِلُ اليَومَ وغَدًا".
وقيل: هم الذين يَصُوغُون الكَلامَ ويتَخرَّصُونه.
(٥ وقال الفَرَّاء: أصل الصَّبْغ التَّغْيِير.
- وفي الحديث:" (٦) اصبُغُوه في النَّارِ وفي الجَنَّةِ أيضا".
: أي اغْمِسُوه ٥)
(١) جاء الحديث في غريب الحديث للخطابى ٢/ ٤٧٢ وجاء في الشرح: قوله: استَصْبَر: أي تراكم بعضه على بعض فصار له صُبْر. وصُبْر كل شَىءٍ: غِلَظُه وكَثَافَتُه، والصّبير: السحاب له أصبارٌ وأطباق. ويقال: إنما هو الأبيض من السحاب. (٢) سورة فصلت: ١١ (٣) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ. (٤) أ، جـ: "الصُّيَّاغُ" وفي ب: "الصَّبَّاغُ"، والمثبت عن ن. وفي الفائق (صبغ) ٢/ ٢٨٤، ٢٨٥: أبو هريرة - رضي الله عنه - رأى قَومًا يَتَعادَوْن فقال: مالهم؟ قالوا: خرج الدَّجّال، فقال: كِذْبةُ كَذبَها الصَّبَّاغُون، وروى: الصَّوَّاغُون والصَّيَّاغُون: هم الذين يَصبُغُون الحديثَ: أي يُلَوِّنُونَه ويُغيِّرونه. وصبَغْت الثّوبَ: أي غَيّرتُه من لَونِه وحاله إلى حال سواد، أو حُمْرة، أو صُفْرة، ومنه قولهم: صَبَغُونى في عَيْنكِ: أي غَيَّرونى عندك بالوشاية والتضريب. والصَّوَّاغون: الذين يَصُوغونه: أي يُزَيِّنونه ويُزَخْرِفُونه بالتَّمويه، والصَّيَّاغُ فَيْعال من الصَّوْغ كالدّيَّار والقَيّام. (٥ - ٥) سقط من ب، جـ. (٦) عزيت إضافة الحديث لابن الأثير في النهاية خطأ.