قال الله - عزّ وجلّ - {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}(١)
: أي عليهم اللَّعْنة.
قال الحاكِمُ: ثنا الأصَمُّ، أنا الرّبيع، قال الشّافِعى: حَدِيثُ يحيى بن مَعين (٢)، عن عَمْرَة، عن عائشةَ: أثبَتُ من حديث هِشَامٍ، وأَحسِبُه غلط في قوله:"واشتَرِطى لهم الوَلاءَ". وأحْسِبُ حديث عَمْرَةَ: أنَّ عائشة كانت شرطت لهم بِغَير أمْرِ النَّبى - صلّى الله عليه وسلّم -، وهي تَرى ذلك يَجوز، فأَعْلَمها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أَنَّها إن أَعتَقتْها (٣) فالوَلَاء لها، وقال: لا يَمْنَعَنْك (٤) عنها مَا تقدَّم من شرطِكِ، ولا أَرَى أنّه أَمرَها أن تشتَرِط لهم ما لا يَجوُز.
* * *
(١) سورة الرعد: ٢٥، والآية: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}. قال الراغب في المفردات / ٤٥٩: اللام من قوله: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ}: لام الاستحقاق، وقال الطبرى ١٣/ ١٤٣: فهؤلاء لهم اللعنة، وهي البُعدُ من رحمته، والإقصاءُ من جناته. (٢) أ: "بن سعيد" والمثبت عن ب، جـ. (٣) أ: "أعتقها" والمثبت عن ب، جـ. (٤) أ، ب: "لا يمنعك" والمثبت عن جـ.