وقال ابن الأعرابي: إن العربَ كانت تتَغنَّى بالرُّكْبانيِّ (٢) إذا رَكِبَت الإبلَ، وإذا جَلَست في الأَفْنِيَة، وعلى أكثر أحوالِهَا؛ فلَمَّا نزلَ القرآنُ أحبَّ النبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - أن يكون هِجِّيراهُم القُرآنَ مَكَانَ التَّغَنِّي بالرُّكْبَانيّ.
- وفي حديث آخر:"ما أَذِنَ الله تَعالَى لشَيء أَذَنَه لنَبيٍّ حَسَن الصَّوتِ يتغَنَّى بالقُرآنِ يَجهَر به"(٣)
زَعَم بَعضُهم أَنَّ قَولَه:"يَجْهَر به" تَفسِيرٌ لِقوله: "يتغنَّى به" على معنى حِكايَة أَشْعَب.
قال القُتَبِيُّ: أولُ من قرأَ (٤) بالأَلحانِ عُبَيْدُ الله بنُ أَبي بَكْرة قِراءَة حُزْن، فوَرِثه عنه ابنُ ابنِه عُبَيدُ الله بن عمر؛ ولذلك يقال: قِراءَةُ العُمَرَيْن، وأخذ ذلك عنه الإباضِيُّ، (٥ وأَخذَ عن الإباضيِّ ٥) سَعِيدٌ العَلَّافُ وأَخُوه.
(١) ديوان الأعشى: ٢٥، واللسان، والتاج، وتهذيب اللغة (غنى) ٨/ ٢١. (٢) في غريب الخطابى ١/ ٣٥٨ .. إن العَرَب كانت تتغَنَّى بالرُّكبانى، وهو النَّشِيدُ بالتَّمْطِيطِ والمَدِّ. (٣) في غريب الخطابى ٣/ ٢٥٦ واقتصر على قوله: "ما أذِن الله لِشَىْءٍ كأذَنِه لنبِىٍّ يَتغَتَّى بالقرآن". (٤) ب، جـ: "قرأه". (٥ - ٥) سقط من أوالمثبت عن ب، جـ.