كما رُوِى أنه نَهَى عن غُبَيْراءِ (١) السُّكْر: أي سُكْرِ الغُبَيْراء وأنشد:
* فلا زال يَسقِي ما مُفَدَّاةَ حَوْلَهُ *
: أي ما حَولَ مُفَدَّاةَ، يعنىِ امرأَةً، وأظُنُّ هذا من كلام الحربىّ، وكأنه يَعنِى بالشَّوصِ شجرةً من أَدْوانِ الشجرِ، أي بِسِواك مُتَّخَذ من هذا الشَّجر، ولا أرَى أَحداً تابَعَه عليه.
وقال صاحب التتمة:"ولو بشَوْصٍ من سواك"
: أي بما يتفتَّت منه بالاسْتِياك، وهذا أَخذَه من قول ابنِ عائشة حين سُئِل: ما شَوْصُ السِّواك؟ قال:"أما رَأيتَ الرجلَ يستَاك، فتَبقَى بين أَسنانِه شَظِيَّةٌ من سِواكِ، فلا يُنتفَع بها في الدُّنيا لِشىَءٍ".
وهذا وجهٌ لو عَاضَدَتْه اللُّغَة. وقد روى:"استَغْنُوا عن الناس ولو بقَصْمةِ السِّواك".
: أي ما انكَسَر منها. وقيل: معناه بغُسالة السِّواكِ، وقد شاص: أي اسْتَاك. والشَّوْصُ: الغَسْل. وقيل: الدَّلك. وقيل: شُضْت معرب، معنى غسلت بالفارسية ولا يصح ذلك.
(١) في النهاية (غبر) في الحديث: "إياكم والغُبَيْراءَ، فإنّها خَمْرُ العَالَم". الغُبَيراء: ضرب من الشَّراب يتَّخِذه الحَبَشُ من الذُّرَة، وهي تُسْكِر، وتُسَمَّى السُّكُرْكَةُ. وقال ثعلب: هي خمر تُعمَل من الغُبَيراء، هذا التَّمر المَعروفُ، أي هي مِثلُ الخَمر التي يَتَعارفُها جَمِيعُ الناس،، لا فَصْل بينهما في التَّحرِيم - انظر الفائق (غبر) ٣/ ٤٦.