كتاب المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث

ومن باب السين مع اللام - (سلم) - ج: 2 - ص: 118

الرَّجلُ سَلَمَة.

- في الحديث: "ثَلاثَةٌ كلهم ضَامِنٌ على الله عز وجل: أَحدُهُم مَنْ دَخَل بَيتَه بِسَلامٍ".

: أي سَلَّم إذا دخل بيتَه امتِثالاً لقولهِ تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا} (١).

ويُحتمَل أن يريد لَزِم بيتَه طَلَباً للسَّلامة من الفِتَن، يُرغِّب بذلك في العُزلة ويأمُرُ بالإقْلال من الخُلْطَة.

وقوله: "ضامِن": أي مَضْمُون. كقوله تعالى تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (٢).

: أي مَرْضِيَّة. وماء دافِقٌ: أي مَدفُوق.

وقوله: "كلهم ضامِنٌ". أي كُلُّ واحدٍ منهم. وأَنْشَدَ أبو العَبَّاس:

فَكُلّهم لا بارَكَ الله فِيهمُ

إذا جاء أَلقَى خَدَّه فَتَسَمَّعا (٣)

ولفظ الكُلِّ يَقَع على الوَاحدِ والجَمْع حَملًا على اللَّفظ في الواحد وعلى الجَمْع في المعنَى.

- في حديث أبي جُرَىّ (٤) رضي الله عنه: "قُلِ السَّلام عليك، فإن عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّة المَوتي".

---

(١) سورة النور: ٦١، الآية: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.
(٢) سورة الحاقة: ٢١.
(٣) غريب الحديث للخطابى ٢/ ١١٠، وعزى للزبير بن بكار.
(٤) أبو جُرَىّ الهُجَيْمىّ ثم التميمى، اختلف في اسمه فقيل: جابر بن سُليم، وقيل: سليم بن جابر. الاستيعاب لابن عبد البر ٤/ ١٦٢٠.