أُجُدٌ إذا ضَمَرَتْ تعزّزَ لحمُها ... وإذا تُشَدُّ بنسعةٍ لا تَنْبِسُ (٢)
يريد: أنها إذا هزلت صَلُبَ لحمُها ولم يَسْتَرْخِ جلدها.
وقال أبو كبير الهذلي (٣) يصف عقابًا (٤):
حتى انتهيت إلى فراشِ عزيزة ... سوداء روثةُ أنفِها كالمِخْصفِ (٥)
سماها عزيزة؛ لأنَّها من أقوى الجوارح، وأشدِّها بأسًا، والعزاز: الأرض الصلبة، فمعنى العِزَّةِ في اللغة: الشَدَّة (٦)، ولا يجوزُ في وصف الله تعالى الشِّدَّة (٧)، ويجوزُ العزّة، وهي امتناعه على من أراده، وعلوه
(١) هو إسحاق بن مرار أبو عمرو الشيباني، تقدمت ترجمته [البقرة: ٣٩]. (٢) البيت للمتلمس الضبعي في "ديوانه" ص ١٨٠، "تفسير الثعلبي" ١/ ١١٩٤، "لسان العرب" ٥/ ٢٩٢٧، "تاج العروس" ٨/ ١٠٥، "الأغاني" ٢٤/ ٢٣٠، وذكره ابن دريد في "الجمهرة" ص ٣٤١ ولم ينسبه. ورواية "الديوان": عُنُسٌ بدل أَجُدٌ، ورواية الثعلبي: بنَسعِها. ومعنى: ضمرت: نحلت، وقوله: تَعَزَّزَ لحمها: اشتد وصلب، والنسع: سير من الجلد تشد به الرحال، ومعنى لا تنبس: لا تنطق ولا تصيح. وهو في البيت يصف الناقة. (٣) هو عامر بن الحليس الهذيلي، أبو كبير من بني سهل بن هذيل، تقدمت ترجمته. (٤) ساقطة من (أ)، (م). (٥) ينظر: "شرح أشعار الهذليين" ص١٠٨٩، "لسان العرب" ٥/ ٢٩٢٦، ١/ ١٠٣٩ (خصف)، "تاج العروس" ٣/ ٢٢٠ (مادة: روث)، "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية" ٥/ ٩١. (٦) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٤٢٠ (عزز). (٧) ذكره الشيخ بكر أبو زيد في "معجم المناهي اللفظية" ص ٣٠٢ أن من أسماء الله تعالى القوي، ومن لوازم القوة: القدرة، بخلاف الشديد ولهذا لم يأت في القرآن =