ذكرنا معنى العَوج والفرق بينه وبين العِوج في قوله:{تَبْغُونَهَا عِوَجًا}[آل عمران: ٩٩](١). روى الوالبي عن ابن عباس في قوله:{وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} قال: (ملتبسًا)(٢). ومعناه: التباس، أي: لم يجعل ملتبسًا لا يُفهم، ومعوجًا لا يستقيم.
وقال أبو إسحاق:(لم يجعل فيه اختلافًا)(٣). كما قال:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}[النساء: ٨٢]. يدل على هذا قوله:{قَيِّمًا} قال ابن عباس: (يريد مستقيمًا عدلاً)(٤). وذكرنا الكلام في القيِّم
(١) العَوج بالفتح: ما كان منصوبًا كالحائط والعود. والعِوج بالكسر: ما كان في بساط أو أمر نحو: دين، ومعاش. انظر: "تهذيب اللغة" (عاج) ٣/ ٢٢٦٤، و"معجم مقاييس اللغة" (عوج) ٤/ ١٨٠، و"لسان العرب" (عوج) ٥/ ٣١٥٤، و"القاموس المحيط" (عوج) ص ٢٠٠، و"المفردات في غريب القرآن" (عوج) ٣٥١. (٢) "جامع البيان" ١٦٩/ ١٢٧، و"الكشف والبيان" ٣/ ٣٨٥/ أ، و"الدر المنثور" ٤/ ٣٨١ وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق علي عن ابن عباس. (٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٦٧. (٤) "جامع البيان" ١٥/ ١٩٠، و"الكشف والبيان" ٣/ ٣٨٥ أ، و"معالم التنزيل" ٥/ ١٤٣, و"المحرر الوجيز" ٩/ ٢٨٨,و"تفسير القرآن العظيم" ٣/ ٨٠, و"الدر المنثور" ٤/ ٣٨١.