قال الفراء:(مِنَ العرب من يضع السنين في موضع سنة، وهي حينئذٍ (١) في موضع خفض لمن أضاف) (٢).
وقوله تعالى:{وَازْدَادُوا تِسْعًا} قال أبو إسحاق: (لا يكون على معنى تسع ليال، ولا تسع ساعات؛ لأن العدد يعرف تفسيره، فإذا تقدم تفسيره استغنى بما تقدم عن إعادة ذكر التفسير، تقول: عندي مائة درهم وخمسة، فتكون الخمسة قد دل عليها ذكر الدراهم)(٣).
وقال أبو علي:({وَازْدَادُوا تِسْعًا} أي: ازدادوا لُبث تسع، فحذف المصدر وأقيم المضاف إليه مقامه، وانتصاب تسع انتصاب المفعول به لا انتصاب الظرف، كما أن المضاف لو ظهر وأضيف إلى التسع كان كذلك)(٤).
وقوله تعالى:{لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} ذكرنا تفسيره في آخر سورة هود (٥).
{أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} قال الأخفش: (أي ما أبصره وأسمعه! كما تقول: أكرم به! أي ما أكرمه! قال: ويدلك على ذلك أن العرب تقول: يا
(١) في (ص): (مسد)، وهو تصحيف. (٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٣٨. (٣) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٢٧٩. (٤) "الحجة للقراء السبعة" ١/ ٣٢٣. (٥) عند قوله سبحانه في سورة هود الآية رقم (١٢٣): {ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون}.