لهذا المعنى؛ كما قال:{وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}[الأنفال: ٧]، فَأَنَّثَ؛ لمعنى (الطائفة)؛ كما يقال:(لقيته ذات يوم)، فيؤنثون؛ لأن مقصدهم: لقيته مرَّةً في يوم. وقد ذكرنا زيادة في الشرح والبيان عند قوله {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}[آل عمران: ١٥٥].
ومعنى (الحسنة) -ههنا-: النصر (٣)، والغنيمة، والخِصْب (٤).
(١) يقال: (كَرَثَه، وأكرَثَه الغَمُّ)، (يكرِثُهْ ويَكرُثه): اشتد عليه، وأقلقه، وحرَّكَه. و (الاكتراث): الاعتناء. و (لا تكترث بالأمر): لا تعبأ به، ولا تبالي. وذكر ابن الأثير أنها لا تستعمل إلا في النفي، وقد جاءت في الإثبات وهو شاذ. انظر: (كرث) في: "أساس البلاغة" ٢/ ٣٠٢، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير ٤/ ١٦١، و"التاج" ٣/ ٢٥٢. (٢) يقال: (مَسَسْتُ) -بفتح السين الأولى وبكسرها-، (أمَسُّ مَسًّا ومَسِيسا، ومِسِّيسَى): وهو ما كان باليد. و (المَسُّ، والمَسِيس) يُكنى به عن النكاح -كذلك-. ويقال: (مِسْتُ) - يحذفون السين الأولى، ويحولون كسرتها إلى الميم، أو تترك الميمُ مفتوحة. انظر: "العين"، للخليل ٧/ ٢٠٨، ٢٠٩ (مسس)، و"إصلاح المنطق" ٢١١، و"المقاييس" ٥/ ٢٧١، و"الفرق بين الحروف الخمسة" ٤٠٨، ٤٠٩، و"بصائر ذوي التمييز" ٤/ ٤٩٨. (٣) في (ج): (النصرة). (٤) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ١/ ١٠٣، و"تفسير الطبري" ٤/ ٦٧، و"بحر العلوم" ١/ ٢٩٥، و"تفسير ابن كثير" ١/ ٤٢٩. لفظ الآية في (الحسنة) و (السيئة) عامٌّ، لم يخصص نوعًا منها دون نوع، فيدخل فيها كل ما يحسن ويسوء. وما ذكره المؤلف من النصر والغنيمة والخصب، إنما هو على سبيل التمثيل لها. انظر: "المحرر الوجيز" ٣/ ٢٩٢.