وقال آخرون (١): يعني: في أمر محمد عليه السلام (٢)؛ لأنهم كانوا يعلمونه بما يجدون من نعته في كتابهم، وحاجُّوا (٣) فيه بالباطل.
وقوله تعالى:{فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ}. أي: لِمَ تجادلون في شأن إبراهيم، وليس في كتابكم أنَّه كان يهوديًّا أو نصرانيًّا، والله يعلم شأن إبراهيم، وأنه لم يكن يهوديًّا ولا نصرانيًّا، وأنتم لا تعلمون. فينبغي أن [تلتمسوا](٤) حقَّهُ من باطله؛ إذ لا تعلمون أنه كان يهوديًّا ونصرانيًّا. ثم بيَّن حال إبراهيم، فقال:
واليهودية والنصرانية صفتا ذَمِّ، ما تعبَّد (٥) بهما قط؛ [لأنَّ موسى لم يكن يهوديا (٦)] (٧)، وعيسى لم يكن نصرانيًا، مع قوله:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران: ١٩].
فاليهودية (٨) مِلَّةٌ محرَّفة عن شريعة موسى، والنصرانية مِلَّةٌ مُحرَّفةٌ عن
(١) قد يعني بهم: قتادة، وأبي العالية، والربيع، فقد ورد عنهم في معناها: (فبما شهدتم ورأيتم وعاينتم). انظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٣٠٦، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٧٢، والذي شهدوه ورأوه وعاينوه هو أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ورسالته. (٢) في (د): (صلى الله عليه وسلم). (٣) في (ج)، (د): (فحاجوا). (٤) ما بين المعقوفين: غير مقروء في (أ). ومثبت من بقية النسخ. (٥) في (ج): (لم يتعبد). (٦) (لم يكن يهوديا): ساقطة من (ب). (٧) ما بين المعقوفين: مطموس في (أ)، ومثبت من بقية النسخ. (٨) في (ج): (واليهودية).