قال المفسرون: نزلت (٢) في مشركي مَكَّة، وذلك أنهم كانوا يَتَجَبَّرُون (٣) وَيتَنَعَّمُون. فقال بعض المؤمنين: إن (٤) أعداء الله فيما نرى من الخير، وقد هَلَكْنَا من الجُوعِ والجَهْدِ, فنزلت هذه الآية.
وقال الفراء (٥): كانت اليهود تضرب في الأرض فَتُصِيبُ الأموالَ، فأنزل (٦) الله: {لَا يَغُرَّنَكَ}(٧).
(١) انظر: "كتاب سيبويه" ١/ ٣٨١، و"المسائل الحلبيات" ٣٠٣، وانظر: تفسير قوله تعالى: {كِتَابًا مُّؤَجَّلاً} [الآية: ١٤٥]. (٢) من قوله: (نزلت ..) إلى (.. فأنزل الله {لَا يَغُرَّنَّك}): نقله -بتصرف يسير- عن "تفسير الثعلبي" ٣/ ١٧٥أ. وممن قال بذلك: مقاتل في "تفسيره" ١/ ٣٢٣، وذكره أبو الليث في "بحر العلوم" ١/ ٣٢٥ على أنه معنى الآية، ولم ينص على كونه سببًا في نزولها. وذكره المؤلف في "أسباب النزول" ١٤٣، والبغوي في "تفسيره" ٢/ ١٥٤، ولم ينسباه لقائل. وذكره الآلوسي، واستظهره. انظر: "روح المعاني" ٤/ ١٧٢. (٣) في (ج)، و"تفسير الثعلبي": (يتَّجرون)، وكذا هي في: "روح المعاني"، حيث نقل الآلوسيُّ نَصَّ هذه العبارة عن الواحدي، وفيها (يتجرون). وهي أصوب وأليق بالمعنى المراد. والمثبت من (أ)، (ب)، وله وجه كذلك. (٤) (إن): ساقطة من (ج). (٥) في "معاني القرآن " له ١/ ٢٥١. (٦) في "معاني القرآن": (فقال الله عز وجل). (٧) ذكر هذا السببَ ابنُ الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٥٣١، ونسبه لابن عباس. وذكر ابن الجوزي عن أبي سليمان الدمشقي، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أراد أن يستلف من بعض اليهود شعيرًا، فأبى إلا على رَهْنٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو أعطاني لأوفيته، إني لأمينٌ في السماء، أمينٌ في الأرض" فنزلت هذه الآية.