٤٥ - قوله تعالى:{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ} قال ابن عباس: يريد: جبريل (٣).
{يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ}. يعني: عيسى، لأنه في ابتداء أمره كان كلِمَةً من الله ألقاها إلى مريم، ثمَّ كوَّن تلك الكلمة بَشَراً. قال الحسنُ (٤)، وقتادةُ (٥): لأنه كان بكلمة الله [تعالى](٦)، وهو:{كُنْ}، ومعنى هذا: أنه أوجده بالكلمة، وكونه بها، وهي قوله:{كُنْ} من غير توليد من فَحْلٍ، أو تنسيل من ذَكَرٍ، وهو معنى قوله:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ}[آل عمران: ٥٩]، ولم يُردْ -والله أعلم- أنَّ عيسى هو الكلمة نفسها، ألا تراه يقول:{اسمُهُ المَسِيحُ}، ولو أراد الكلمة لقال (٧): (اسمها المسيح)(٨).
(١) في (د): (مختص). (٢) نقله بنصه عن "معاني القرآن" للزجاج: ١/ ٤١١. وانظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٢٦٩، "معاني القرآن" للنحاس ١/ ٤٠٠. (٣) لم أقف على مصدر قوله، وقد ورد في "زاد المسير" ٤/ ٤٢٨، "غرائب القرآن" ٣/ ١٩٠، ٤/ ٤٤، وانظر: "المحرر الوجيز" ٨/ ٣٦٧. (٤) لم أقف على مصدر قوله. (٥) قوله في "تفسير الطبري" ٣/ ٢٦٩ - ٢٧٠، وأورده ابن الجوزي في "الزاد" ١/ ٣٨٩. (٦) ما بين المعقوفين زيادة من: (ب). (٧) في (أ)، (ب): (يقال). والمثبت من: (ج)، (د). (٨) وهذا ما رجحه في "تفسيره" ٣/ ٢٧٠، ثم قال بعده: (ومعنى ذلك: أنَّ الله يبشِّركِ ببشْرى، ثم بيَّن عن البشرى أنها ولد اسمه المسيح).