قال الزجاج:(والظالمون -هاهنا أيضًا (١) -: الكافرون) (٢).
٤٢ - قوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}. قال الزجاج:(معنى الوسع: ما يقدر عليه)(٣).
قال مجاهد:(إلا ما افترض عليها)(٤) يعني: أن ما افترض عليها هو وسعها الذي يسعها (٥) ويُقدر عليه ولا تعجز عنه. فقد بينه مقاتل فقال:(إلا طاقتها؛ ولا يكلف الله العباد إلا ما يطيقون)(٦)، فقوله:(إلا طاقتها) ليس معناه: أقصى ما يطيقه؛ لأنه لو كلف ذلك لشق وتعذر، ولكن معناه: إلا مما يطيقه ولا يعجز عنه. ألا ترى أن معاذ بن جبل -رحمه الله- قال في هذه الآية:(إلا يُسرها لا عسرها ولو كلفها طاقتها لبلغ مجهودها)(٧)، فقوله:(لو كلفها طاقتها) أراد أقصى ما تطيقه.
وقد بيَّن أبو زبيد (٨) الطائي في قوله:
(١) لفظ: (أيضًا) ساقط من (ب). (٢) "معاني القرآن" ٢/ ٣٣٨، ومثله قال النحاس في "معانيه" ٣/ ٣٧، والسمرقندي ١/ ٥٤١، وقال الطبري ٨/ ١٨٢: (كذلك نثيب ونكافئ من ظلم نفسه فأكسبها من غضب الله ما لا قبل لها به بكفره بربه وتكذيبه أنبيائه) اهـ. (٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٣٩، وزاد فيه: (أي: عملوا الصالحات بقدر طاقتهم) اهـ. ونحوه قال الطبري في "تفسيره" ٨/ ١٨٢، والنحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٦١٢، والسمرقندي ١/ ٥٤١. (٤) ذكره الخازن في "تفسيره" ٢/ ٢٢٩. (٥) لفظ: (الذي وسعها) ساقط من (ب). (٦) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٧، وفيه: (يقول: لا نكلفها من العمل إلا ما تطيق) اهـ. (٧) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٨١، والرازي ١٤/ ٧٩. (٨) في (ب): (أبو زيد)، وهو تحريف. وهو: حَرْمَلَة بن المُنْذر بن مَعْدِ يَكرِب الطائي.