والباقي ظاهر إلى قوله:{أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ} الآية.
قال الفراء: أعيدت (أَنَّكُمْ) مرتين ومعناهما واحد، إلا أن ذلك حسن لما فرق بينهما بإذا، وهي في قراءة عبد الله (أيعدكم إذا مُتم وكنتم ترابا وعظامًا أنكم مخرجون)(٤).
وقال أبو إسحاق:{أَنَّكُمْ} موضعها نصبٌ على معنى: أيعدكم بأنكم إذا متم. وموضع (أن) الثانية عند قوم كموضع الأولى، وإنما ذكرت توكيدًا. والمعنى على هذا القول: أيعدكم أنكم مخرجون إذا متم. فلما بعد ما بين (أن) الأولى والثانية بقوله (إذا متم وكنتم تربًا وعظامًا) أعيد ذكر (أن) كما قال -عز وجل-: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ}[التوبة: ٦٣] المعنى: فله نار جهنم (٥).
= قال القرطبي ١٢/ ١٢٠: وبالجملة فالآية تعليم من الله-عز وجل-لعباده إذا ركبوا وإذا نزلوا أن يقولوا هذا. (١) في (أ): (وتنكيره). (٢) (وأراد): في هامش (أ) وعليها علامة التصحيح. (٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ع). (٤) "معاني الفراء" للفراء ٢/ ٢٣٤ مع اختلاف يسير. (٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١١.