معنى {اتَّقُوا اللَّهَ} أينما ذكر: اتقوا عقابه بالطاعة؛ لأن أصل الإتقاء في اللغة الحجز بين الشيئين -قد ذكرناه قديمًا- (٥)، يقال: أتقي السيف بالترس، وأتقي الغريم بحقه.
وقوله تعالى:{وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}.
الوسيلة فعيلة من: وسل إليه، إذا تقرب إليه (٦)، قال لبيد:
(١) "الأم" ٦/ ١٥٢، وانظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٢٠. (٢) لم أجده في "الأم"، وقد ذكره القرطبي في "تفسيره" ٦/ ١٥٨، والنووي في "شرح صحيح مسلم" ١١/ ١٩٤، وقال القرطبي في "تفسيره" عقبه: والصحيح من مذهبه أن ما تعلق به حق الآدمي قصاصًا كان أو غيره فإنه لا يسقط بالتوبة قبل القدرة عليه. (٣) هو ماعز بن مالك الأسلمي، وقيل: إن اسمه: عريب، وماعز لقبه، له صحبة، وقصة رجمه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابتة في الصحيحين وغيرهما، وهي مشهورة. انظر: "أسد الغابة" ٥/ ٨، "الإصابة" ٢/ ٤٧٩، ٣/ ٣٣٧. (٤) أخرج هذه الرواية أبو داود (٤٤١٩) كتاب الحدود، باب: رجم ماعز بن مالك، وانظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي ١١/ ١٩٤. (٥) انظر: "البسيط" البقرة: ١٨٩. (٦) انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٢٦.