{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[المائدة: ١١٩] قال الحسن: فازوا بالجنة ونجوا من النار (١).
١٢٠ - قوله تعالى:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال مقاتل: عظَّم نفسه عما قالت النصارى من البهتان أن معه إلهًا فقال: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} دون كل من سواه لقدرته عليه وحده (٢)، وقيل: إن هذا جواب (لسؤال مضمر)(٣) في الكلام، كأنه قيل: من يعطيهم ذلك الفوز العظيم؟ فقيل: الذي له ملك السموات والأرض، قال الحسن: يريد خزائن السموات: وهي المطر، وخزائن الأرض: وهي النبات (٤)، وجمع السموات ووحد الأرض تفخيمًا لشأن السموات على الأرض، والجمع قد يدل به على تفخيم الشأن كقوله:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ}[الحجر: ٩]، و {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[سورة القمر: ٤٩]، والآية تشير إلى أن الآمال يجب أن تتعلق بالله تعالى لعظم ملكه وسعة مقدرته (٥).
(١) "تفسير الوسيط" ٢/ ٢٤٩. (٢) "تفسيره" ١/ ٥٢٢. (٣) في (ج): (مضمن). (٤) "تفسير الوسيط" ٢/ ٢٤٩. (٥) هذا آخر تفسير سورة المائدة، وقد أعقبه المصنف مباشرة بتفسير سورة الأنعام، وذلك في نسخة (ج) (جامعة الإمام) لوحة ٩٧ ب، ونسخة (ش) (شستربني) لوحة ٨٨ ب.