وقوله تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}. قال ابن عباس:(حكم للذين استثنى بالتصديق والتوبة وعلم ما في قلوبهم من البر والتقوى والإيمان)(١).
قال أهل المعاني:(معنى هذه الآية: التحذير من إغواء الجن تزيينهم القبيح، فإنهم يقرنون مع أوليائهم من الإنس في النار)(٢).
١٢٩ - قوله تعالى:{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا}. قال المفسرون:(يقول: كما خذلنا عصاة الجن والإنس حتى استمتع بعضهم ببعض، كذلك نكل بعضهم إلى بعض في النصرة والمعونة، ونسلط بعضهم على بعض، فيتولى بعضهم القيام بأمر بعض)(٣)، وقال بعض أهل العلم:(إن الله تعالى ذكر في الآية الأولى استكثار الجن من الإنس بالاستضلال (٤) والاستزلال (٥)، ثم بيّن في هذه الآية أنه ولى بعضهم بعضًا حتى كان من شأنهم ما كان) (٦).
= يزيدهم من العذاب). اهـ. وانظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٣٤، و"معاني النحاس" ٢/ ٤٩٠، و"إعراب النحاس" ص ٥٧٥، و"تفسير السمرقندي" ١/ ٥١٣، و"المشكل" ١/ ٢٧٠، و"البيان" ٢/ ٣٤٠، و"التبيان" ٣٥٨، و"الفريد" ٢/ ٢٢٨، و"الدر المصون" ٥/ ١٥٠ - ١٥٣، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ص ١٢٢ - ١٢٨. (١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٢٠، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٨٩ بدون نسبة. (٢) لم أقف على من ذكره فيما لدي من مراجع. (٣) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٣٥، والسمرقندي ١/ ٥١٣، والماوردي ٢/ ١٦٩، والبغوي ٣/ ١٨٩. (٤) في (ش): (بالإضلال). (٥) في (أ): (الاسترسال)، وهو تحريف. (٦) لم أقف على من ذكره فيما لدي من مراجع.